استضافت قناة"أو تي في" المصرية قبل حوالي أسبوع الناشر محمد هاشم المسؤول عن دار ميريت للنشر
وعندما سألته عن آفاق المستقبل ردد كلمة"نقوم الآن بالنشر للمدونين" أكثر من مرة. وهو ما لفت انتباهي، وكأن المدون هي صفة تعطي لأدب هذا المدون طابعا خاصا.
والحقيقة أن الأدق هو وصف هذه الكتابات بأنها كتابة جيل الألفية الجديدة، وبالصدفة فكثير من أدباء هذا الجيل لديهم مدوناتهم الشخصية التي اختبروا خلالها قدراتهم الأدبية، وحصلوا على بعض ردود الفعل، لكن في النهاية فهذه المدونات هي، فيما يتعلق بدور أصحابها ككتاب، لا يعدو أن يكون دورا دعائيا، لأنهم في التدوين، وعلى خلاف الأدب الذي يكتبونه، يستخدمون العامية، ويردون على بعضهم البعض بسخرية، ويشاغبون أنفسهم والآخرين بروح شبابية، وبأسلوب يقترب من أسلوب الحوار اليومي كما يشيع لدى الأجيال الجديدة.
أعتقد أن محمد هاشم في اهتمامه بأنه ينشر للمدونين، اهتم بهذه الصفة الدعائية، لأنه يعرف أن المدونين يقومون بالدعاية لأعمالهم والمناقشة حولها مما يحقق لها الذيوع. لكن محمد لم يتحدث عن القيم الأدبية التي تتناولها أعمال المدونين. هناك أعمال أدبية تستحق النشر، سواء كان كتابها مدونون أم لم يكونوا.
هناك أعمال لافتة للأجيال الجديدة مثل أحمد العايدي ونائل الطوخي، ومحمد علاء الدين، لكن هناك أيضا ظاهرة لافتة هي استعجال هذا الجيل، ونزعته الدعائية والاستعراضية، وهي نزعة لم تكن موجودة لدى جيل التسعينات الذي اتسم بالتنوع والجدة ، وهو أيضا جيل مقل، لكن كل رموزه ما زالوا ينتجون ويجربون وليس لديهم مشاعر التحقق، والاكتمال التي يعاني منها جيل الألفية الجديدة مبكرا.
محمد هاشم في الدعاية للمدونين يبدو مثل منتج اسطوانات، أو فيديو كليب، يؤكد أنه ينتج أغان"مطرقعة" بغض النظر عن القيم الفنية التي تعيش بها فقط أعمال لها قيمتها، سواء كانت أغان شعبية، أم أوبرات عالمية. أما التدوين فهو ليس صفة تعطي لأي كاتب ميزة إضافية، تماما كما شأن الطبيب المدون، أو ساعي البريد، أو المناضل السياسي، أو غيرهم من الفئات.
الكتابة الفنية قيمة كبيرة والاجتراء عليها قد يوجد موجات من الصخب التي تلوح آفاقها في بعض "كتب الموضة" المنتشرة الآن، وهنا، ولكن كم من فرقعات ذهبت، كما جاءت، ولا يبقى إلا القيمة، شئنا، وشاء المدونين، ومحمد هاشم، أم أبينا جميعا!
والحقيقة أن الأدق هو وصف هذه الكتابات بأنها كتابة جيل الألفية الجديدة، وبالصدفة فكثير من أدباء هذا الجيل لديهم مدوناتهم الشخصية التي اختبروا خلالها قدراتهم الأدبية، وحصلوا على بعض ردود الفعل، لكن في النهاية فهذه المدونات هي، فيما يتعلق بدور أصحابها ككتاب، لا يعدو أن يكون دورا دعائيا، لأنهم في التدوين، وعلى خلاف الأدب الذي يكتبونه، يستخدمون العامية، ويردون على بعضهم البعض بسخرية، ويشاغبون أنفسهم والآخرين بروح شبابية، وبأسلوب يقترب من أسلوب الحوار اليومي كما يشيع لدى الأجيال الجديدة.
أعتقد أن محمد هاشم في اهتمامه بأنه ينشر للمدونين، اهتم بهذه الصفة الدعائية، لأنه يعرف أن المدونين يقومون بالدعاية لأعمالهم والمناقشة حولها مما يحقق لها الذيوع. لكن محمد لم يتحدث عن القيم الأدبية التي تتناولها أعمال المدونين. هناك أعمال أدبية تستحق النشر، سواء كان كتابها مدونون أم لم يكونوا.
هناك أعمال لافتة للأجيال الجديدة مثل أحمد العايدي ونائل الطوخي، ومحمد علاء الدين، لكن هناك أيضا ظاهرة لافتة هي استعجال هذا الجيل، ونزعته الدعائية والاستعراضية، وهي نزعة لم تكن موجودة لدى جيل التسعينات الذي اتسم بالتنوع والجدة ، وهو أيضا جيل مقل، لكن كل رموزه ما زالوا ينتجون ويجربون وليس لديهم مشاعر التحقق، والاكتمال التي يعاني منها جيل الألفية الجديدة مبكرا.
محمد هاشم في الدعاية للمدونين يبدو مثل منتج اسطوانات، أو فيديو كليب، يؤكد أنه ينتج أغان"مطرقعة" بغض النظر عن القيم الفنية التي تعيش بها فقط أعمال لها قيمتها، سواء كانت أغان شعبية، أم أوبرات عالمية. أما التدوين فهو ليس صفة تعطي لأي كاتب ميزة إضافية، تماما كما شأن الطبيب المدون، أو ساعي البريد، أو المناضل السياسي، أو غيرهم من الفئات.
الكتابة الفنية قيمة كبيرة والاجتراء عليها قد يوجد موجات من الصخب التي تلوح آفاقها في بعض "كتب الموضة" المنتشرة الآن، وهنا، ولكن كم من فرقعات ذهبت، كما جاءت، ولا يبقى إلا القيمة، شئنا، وشاء المدونين، ومحمد هاشم، أم أبينا جميعا!
إبراهيم فرغلي
نشرت في صفحة"المدونة" بالطبعة العربية للأهرام في 7 مايو 2007
No comments:
Post a Comment