Saturday, October 20, 2007

الفن والجنس



حين يؤرخ الفن للجنس

متي يكون الفن فنا ومتى يصبح مجرد مادة إباحية أو بورنو؟ إنه سؤال قديم متجدد في الدوائر الفنية، لكنه أصبح محور معرض فني مثير يقام في مركز الباربيكان في وسط العاصمة البريطانية لندن.
المعرض الذي يحمل اسم " إغواء- الفن والجنس منذ القدم وحتى الوقت الراهن" يضم أعمالا فنية تغطي ألفي عام ولمجموعة من أشهر فناني العالم.
هذه الأعمال تكشف ثقافة الكائن البشري في أكثر لحظاته حميمية، ألا وهي تفكيره وممارسته للجنس.
وقد أمضت كيت بوش، رئيسة قسم الفن في معرض باربيكان، خمس سنوات وهي تنتقي مجموعة الاعمال الفنية التي يشملها المعرض.

تقول بوش " ليس للأمر علاقة بالإباحية (البورنو) إنه معرض ذا مغزى، احتفال بما يربط بني البشر معا عبر الأزمنة والثقافات".
ويهدف المعرض إلى استكشاف تاريخ ما أصبح مقبولا كفن وإلقاء الضوء على التيارات الفنية المعصرة.
وبالتأكيد فقد تغيرت تلك التيارات كثيرا، فأول المعروضات التي ستراها هي غطاء من البرونز مثل ورقة التوت، كان قد صنع لإخفاء عورة نسخة من تمثال داوود للفنان الإيطالي مايكل إنجلو وضعت في متحف ألبرت آند فيكتوريا، وذلك لرفع الحرج عن الملكة فيكتوريا عندما تزور المكان.
بعد ذلك سيمر الزائر بغرفة تضم التماثيل الخزفية لأرباب وربات اليونان بعدها يطالع التماثيل واللوحات الإيروسية التي ميزت عصر النهضة الأوروبية، وأخيرا الصور الساخرة التي رسمها جيف كونز ويتهكم فيها من صناعة البورنو.

لوحة ريقيم لـ كي آر بوكسي تظهر وجهها في مداعبة جنسية "جنس ومتعة"
البروفيسور مارتن كيمب هو أحد المشرفين على تنظيم هذا المعرض وهو أستاذ لتاريخ الفن في جامعة أكسفورد، يقول إن تجربته في حشد هذه المجموعة الفنية معا علمه "كم نحن متشابهون في صورنا عن الجنس والمتعة، وأيضا، كم هو صعب عرض ما يدور في حياتنا الخاصة للملأ".
ويضيف البروفيسور كيمب" لم توجد أي حضارة لم تواجه مشكلة عندما يتعلق الأمر بهذه النقطة".
وقد أصر المشرفون على المعرض على ان تكون الأعمال المعروضة قاصرة على إظهار الفعل الجنسي بين البالغين وبالتراضي، ومنع أي عمل يتضمن العنف أو الجنس مع الاطفال.
ورغم أن الكثير من الأعمال المعروضة يمكن رؤيتها في أي متحف أو قاعة فنية دائمة، فإن الدخول إلى معرض "الجنس والفن" في قاعة الباربيكان قاصر على البالغين ممن تزيد أعمارهم عن الثامنة عشرة.

الخادمة الجميلة لفراجونارد وتحتها عنوان يقول (مقاومة غير مجدية)
فهل ثمة فارق جوهري بين الفن والخلاعة ؟
بالتأكيد، فكلما كان العمل الفني قديما، كلما بدا مقبولا كفن بالنسبة لنا عن كونه مادة إباحية أو بورنو.
ويؤكد البروفيسور كيمب على أن الفن أكثر تعقيدا من البورنو، فهو يثير داخلنا مزيجا من العواطف، أما الفارق الكبير الآخر فيتمثل في الجودة.
ويضيف " لقد أصبحت تلك النقطة واضحة ، أين ينتهي البورنو ويبدأ الفن. فلو نظرت إلى الأسقف الجصية من العهدين الروماني والإغريقي فستعرف أنهم كانوا يستخدمون فنانين في تصميمها، لكنك لو ذهبت إلى حي سوهو أو بيت دعارة في الوقت الراهن فلن تجد لوحات رسمها فنانون كبار".
"كما أنك لو تطلعت إلى الأعمال الفنية اليابانية فستجدها أكثر إباحية مما يعرف الغرب، لكن مستوياتها الفنية رفيعة للغاية، إنها أعمال دقيقة ورائعة وعالية المستوى".
هذه الأعمال الفنية اليابانية التي يتحدث عنها كيمب كان لها رواد كبار من بينهم هوكوساي، فالاعمال الخشبية المجسمة تظهر رجالا ونساء في ملابس فاضحة وفي أوضاع فاضحة أيضا وكان الهدف الأساسي منها وضعها في بيوت الدعارة والمنازل.
كما يضم المعرض الراهن مجموعة من الأعمال الصينية لمشاهد جميلة لممارسة الجنس في حدائق هادئة، لكننا لا نعرف سوى القليل عن تراث الإيروسيا الصينية لان أعمال تلك الحقبة قد دمرت إبان الثورة الثقافية للزعيم ماو تسي تونج.
ويلقي معرض الباربيكان الضوء على النظرة إلى الجنس من قبل الثقافات المختلفة وفي عصور مختلفة.
أما ما يبينه المعرض بجلاء فهو كيف تغيرت الأساليب الفنية على مر القرون بينما ظل الكائن البشري ورغباته كما هي دون تغير

نقلا عن موقع بي بي سي
الصورة نقلا عن موقع لعرض صور الفن الجنسي.

Sunday, September 2, 2007

YOU CAN HAVE A LOOK AT MY OTHER NEW BLOG>

IT IS A KIND OF ARCHIEPHIC BLOG ABOUT MY FICTION WORK

ifarghali.blogspot.com

Sunday, August 19, 2007

أن تكـــون مستقبليا


أن تكون مستقبليا

أتابع، بشغف بالغ، وكلما أتيحت لي فرصة، العلم الجديد المعروف باسم "علم المستقبل" الذي يقوم على بحوث تتعلق بكل ما له علاقة بالمستقبل، عبر العلوم والمتوقع من تطورها. وفي الفلك والطب وحتى صناعة السيارات، وبالأساس علم الساعة : تقنيات الاتصالات الحديثة.
تبهرني فكرة انشغال عالم مختص بالمستقبل، بينما تلح علي لوهلة ومضات لملامح فقهاء الظلام، والمتشددين من محبي العودة، فقط، للماضي، آملين في عودة الحضارة كلها للخلف تلبية لتلك الرغبة المدهشة في التقهقر، والهدم، وتدمير المعرفة ومنجزات العلم الحديث، وحرية الفكر والتفكير، رافعين شعارات دينية، وأصولية لا أساس لها .
آخر ما قرأته في هذا الصدد هو حوار مع أول سيدة من عالمات علوم المستقبل ترشح لجائزة دولية في المجال وتدعى "ليزلي جافين"، وهي تطوع علوم المستقبل لبحث مستقبل الاستثمار بشكل عام، كما أنها شاركت في مشروع لبحث مستقبل تفاعل الدراما مع البعد الافتراضي، وهو ما جعلها تتوقع آنذاك فكرة تحقق برامج الأخ الكبير، وما يشبهها من برامج. من بين دراساتها هي والمختصين في علوم المستقبل أيضا فكرة التعاملات البنكية على الإنترنت، والتي تقول أنها أدت إلى تغيير مفاهيم أساسية أثرت في وسائل الاستثمار بشكل عام، بل وحتى في مفاهيم العمارة الخارجية والداخلية للبنوك.
ففي السابق كان بناء البنك يجب أن يوحي للعميل أنه ضئيل تماما داخل المبنى وأن مدير البنك هو صاحب السطوة، الآن مع الوسائل البنكية الإلكترونية التي تسمح للعميل إجراء كل معاملاته على الإنترنت، تغيرت هذه المفاهيم.
تتوقع "ليزلي جافين" انتشار مثل هذه الوسائل أكثر في المستقبل لتؤدي نفس الخدمات، لكنها تتوقع في نفس الوقت تطور تقنيات التعامل الإلكتروني ووسائطه بحيث لا تعود مقصورة على أجهزة الحاسب الآلي فقط، وإنما تمتد لوسائط أخرى من بينها، حتى، شاشة التليفزيون.
ومن بين ما يتوقعه علماء المستقبل قدرة الحواسب الآلية على إجراء معاملات ذات طابع ذهني محض مثل تحليل البيانات بحلول عام 2015، وهو ما يجعل العلماء يتوقعون دخول السيدات هذا المجال بشكل مكثف خلال السنوات المقبلة، لأن هذا المجال، لا يحتاج لعضلات كما كان شأن الميكنة في السابق وإنما يحتاج للعمل بعاطفية لنقل الجانب العاطفي للحاسبات.
بتأمل الإنجازات التقنية والتكنولوجية الحديثة التي نستوردها يوميا، أو نسمع عنها أحيانا أدرك أنه لا يمكن أن نتجاوز الأثقال التي تشدنا شدا للخلف وللماضي السحيق دون أن تنشأ لدينا كوادر متخصصة، فقط، في التطلع للمستقبل.
إبراهيم فرغلي

أن تكـــون مستقبليا


أن تكون مستقبليا

أتابع، بشغف بالغ، وكلما أتيحت لي فرصة، العلم الجديد المعروف باسم "علم المستقبل" الذي يقوم على بحوث تتعلق بكل ما له علاقة بالمستقبل، عبر العلوم والمتوقع من تطورها. وفي الفلك والطب وحتى صناعة السيارات، وبالأساس علم الساعة : تقنيات الاتصالات الحديثة.
تبهرني فكرة انشغال عالم مختص بالمستقبل، بينما تلح علي لوهلة ومضات لملامح فقهاء الظلام، والمتشددين من محبي العودة، فقط، للماضي، آملين في عودة الحضارة كلها للخلف تلبية لتلك الرغبة المدهشة في التقهقر، والهدم، وتدمير المعرفة ومنجزات العلم الحديث، وحرية الفكر والتفكير، رافعين شعارات دينية، وأصولية لا أساس لها .
آخر ما قرأته في هذا الصدد هو حوار مع أول سيدة من عالمات علوم المستقبل ترشح لجائزة دولية في المجال وتدعى "ليزلي جافين"، وهي تطوع علوم المستقبل لبحث مستقبل الاستثمار بشكل عام، كما أنها شاركت في مشروع لبحث مستقبل تفاعل الدراما مع البعد الافتراضي، وهو ما جعلها تتوقع آنذاك فكرة تحقق برامج الأخ الكبير، وما يشبهها من برامج. من بين دراساتها هي والمختصين في علوم المستقبل أيضا فكرة التعاملات البنكية على الإنترنت، والتي تقول أنها أدت إلى تغيير مفاهيم أساسية أثرت في وسائل الاستثمار بشكل عام، بل وحتى في مفاهيم العمارة الخارجية والداخلية للبنوك.
ففي السابق كان بناء البنك يجب أن يوحي للعميل أنه ضئيل تماما داخل المبنى وأن مدير البنك هو صاحب السطوة، الآن مع الوسائل البنكية الإلكترونية التي تسمح للعميل إجراء كل معاملاته على الإنترنت، تغيرت هذه المفاهيم.
تتوقع "ليزلي جافين" انتشار مثل هذه الوسائل أكثر في المستقبل لتؤدي نفس الخدمات، لكنها تتوقع في نفس الوقت تطور تقنيات التعامل الإلكتروني ووسائطه بحيث لا تعود مقصورة على أجهزة الحاسب الآلي فقط، وإنما تمتد لوسائط أخرى من بينها، حتى، شاشة التليفزيون.
ومن بين ما يتوقعه علماء المستقبل قدرة الحواسب الآلية على إجراء معاملات ذات طابع ذهني محض مثل تحليل البيانات بحلول عام 2015، وهو ما يجعل العلماء يتوقعون دخول السيدات هذا المجال بشكل مكثف خلال السنوات المقبلة، لأن هذا المجال، لا يحتاج لعضلات كما كان شأن الميكنة في السابق وإنما يحتاج للعمل بعاطفية لنقل الجانب العاطفي للحاسبات.
بتأمل الإنجازات التقنية والتكنولوجية الحديثة التي نستوردها يوميا، أو نسمع عنها أحيانا أدرك أنه لا يمكن أن نتجاوز الأثقال التي تشدنا شدا للخلف وللماضي السحيق دون أن تنشأ لدينا كوادر متخصصة، فقط، في التطلع للمستقبل.
إبراهيم فرغلي

Monday, August 6, 2007

مدونة السبت 4 أغسطس 2007


بين الكتابة والتسويق

زرت المكتبة الخاصة بالكاتب جمال الغيطاني، في منزله، الأسبوع الماضي، ولست الآن في حل لذكر محتوياتها التي لا تقل بحال عن كونها كنزا حقيقيا . لكن ما أود أن أتوقف عنده هنا هو الصورة المهيبة التي يحتفظ بها الغيطاني إلى يسار المكتب الذي يجلس إليه، وهي صورة "الكبير" كما يسميه الغيطاني، وكما يعرفه أغلب الكتاب: "ديستويفسكي". هذا الكاتب الكبير الذي لم يخرج كاتب في العالم –كما أظن- إلا من معطفه. هكذا يجلس الغيطاني للكتابة تحت رقابة، وعناية، هذا الكبير، وهو في ظني ما يجعل من الكتاب مسؤولية إضافية تضاف إلى ما تتضمنه من مسؤولية تجاه الجماليات التي أسسها المبدعون الكبار على مدى تاريخ الكتابة.
تحيط بالغيطاني قواميس اللغة وكتب البلاغة الكبرى التي غرف منها لينحت لغته الخاصة، ومراجع قديمة، ونسخ عديدة من تفاسير القرآن، تقليديا وشيعيا، وغيره. وهي في النهاية مؤشر كبير على الجهد الذي يبذله . والذي تجلى في العديد من أعماله البديعة التي قرأت بعضها في مرحلة مبكرة مثل الزيني بركات و رائعته الكبيرة:التجليات، ورسالة في الصبابة والوجد، ويوميات شاب عاش منذ ألف عام . ووقائع حارة الزعفراني. ومنها ما قرأته في مراحل عمرية متقدمة مثل شطح المدينة ونوافذ النوافذ، ونثار المحو. وغيرها وصولا للزويل . وفي هذه الأعمال جميعا يتبدى الجهد الكبير الذي بذله الغيطاني في اللغة البديعة التي يستخدمها. ولعل هذا ما وصل القراء الأجانب منقولا إلى لغاتهم وساهم في نشر كتبه في كبريات دور النشر البريطانية التي تطبع بمئات الآلاف مثل بنجوين البريطانية، التي طبعت الزيني بركات قبل سنوات عدة، وفي ترجمات أعماله للفرنسية منذ مطلع الثمامينات في كبريات الدور الفرنسية، وذيوع أسمه كواحد من أهم الكتاب العرب المترجمين في فرنسا.
الغيطاني،ككاتب كبير؛ لم يذكر شيئا من هذا يوما، ولم يهادن، في نفس الوقت، في معركته الكبرى في انتقاد سياسات وزارة الثقافة، لكن ، ها هو أخيرا، يحصل على الجائزة التي تأخرت كثيرا: وهي جائزة الدولة التقديرية.
هذه الجائزة المستحقة تأخرت لأن الغرب التفت لأعمال الغيطاني منذ سنوات طويلة، بالتقدير والعناية، وأنا أعرف ذلك من علاقاتي بأصدقاء من خارج الوسط الثقافي من الفرنسيين يعرفون الغيطاني جيدا ويقرأون أعماله باهتمام.
هذا الجهد الكبير حققه الغيطاني بدأب، وهو يستمر في مشروعه، دون أن يلتفت إلى معايير التسويق التي يمارسها البعض، وبدون أن يسعى للترجمة التي سعت إليه، ولهذا فإن الغيطاني اليوم أحد الاسماء اللامعة التي يقرأها الغرب لفنياتها، ولخصائص جمالية، وليس بحثا – من القاريء الغربي- عن نمائم، أو تلصصا اجتماعيا، كما هو شأن بعض الروايات السعودية الجديدة التي يكتبها بعض الكتاب الشباب اللآن، وأستثني منها رواية الآخرون لصبا حرز، أو بعض روايات الأكثر مبيعا التي لا يمل كتابها ممن يعتمدون على التسويق من ذكر أرقام مبيعاتهم، يرهبون بها قارئا يعيش في مجتمعات متهمة بالجهل والأمية انعدام الرغبة والقدرة على الثقافة، وهؤلاء القراء الذين يتهافتون على مثل هذه الأعمال مثلما يتهافتون على كل السلع التي تخضع لبند "الموضة" يبتلون بالتسويق والترويج لما يحتاجونه ولا يحتاجونه .وهؤلاء انضم لقائمة مستهدفيهم الآن مروجو سلع الأدب الشعبي بقوة أرقام التوزيع، التي لا تعني شيئا لجودة الأدب، وبدخول مجال الدعاية كتاب مختصون في الاقتصاد والتاريخ يقرأون الأدب أخلاقيا.
دان براون يوزع أكثر من 50 مليون نسخة، وكذلك كويليو، لكن دوستويفسكي هو الذي تقاوم كتابته الزمن، ومثله كل الكتاب الكبار، مهما راجت الكتب الشعبية، وتم التسويق لها. صحيح أن في التسويق فائدة لاكتساب قاريء جديد، لكنها لا يمكن أن تغير القاعدة الأساسية بأن الكبير كبير، وأن الزبد يذهب هباء مهما كانت ثخانته!
إبراهيم فرغلي


الجوائز الإلكترونية

ثمة مفارقة لافتة تتعلق بالكيفية التي تتعامل بها الجوائز الأدبية العريقة العربية دعائيا عن طريق استخدام
الإنترنت، مقارنة بمثيلاتها في الغرب. هذا الاختلاف يظهر بسهولة في المواقع الإلكترونية للجائزة الغربية، بينما الشائع، في المقابل العربي، هو غياب هذا الموقع من الأساس. وإذا وجد فيبدو وكأنه تحصيل حاصل، وليس عن قناعة بأهمية محتواه في عالم يوصف بأنه عصر المعلومات.
الجوائز الأدبية العريقة مثلا منها جوائز الدولة التي تحظى باهتمام بالغ وتعتبر أرفع أوسمة التقدير التي يحصل عليها مبدع، والتي تتراوح مستوياتها بين التشجيعية والتقديرية وجائزة التفوق بالإضافة لما أضيف إليها قبل عدة أعوام مثل جائزة مبارك .
ورغم أن دورة جوائز الدولة الأخيرة شهدت نوعا من رضا المبدعين لأنها ذهبت للكثير من مستحقيها، إلا أنها كالعادة لم تخل من اللغط، والقيل والقال، خاصة بعد حجب الجائزة التشجيعية في القصة. لكن هذا اللغط احتل مساحة واسعة من الجدل على مدى السنوات الماضية عن اللجان المختارة لتحكيم الجوائز، وعن مدى أحقية من يحصلون عليها مقارنة بآخرين قد يعتبرهم البعض أكثر إسهاما، واستحقاقا لها، وهو ما يثير علامات استفهام عديدة حول مستوى اللجان.
هذه الجوائز، رغم عراقتها، لا يوجد لها موقع إلكتروني يمكن منه معرفة المعلومات الخاصة بأسماء من حصلوا عليها، على مر الدورات، وأسماء اللجان وجهات الترشيح وغيرها من المعلومات التقليدية المتعارف عليها في مثل هذه الحالات.
لكن إذا قارنا ذلك بموقع جائزة مثل جائزة نوبل، سنجد أنه لا يوجد وجه للمقارنة من الأساس، فالموقع مصمم بدقة ويحتوي كل المعلومات الخاصة بالحائزين على الجائزة في كل الفروع، والكلمات التي ألقوها خلال مراسم تسليم الجائزة، والحوارات التي أجريت مع كل منهم، بالإضافة إلى المعلومات التفصيلية الخاصة بكل منهم، وغيرها من التفاصيل. بالإضافة إلى تاريخ الجائزة وأسماء كل من حصلوا عليها منذ بداية إنشائها في الربع الأول من القرن الماضي. وغيرها وغيرها.
صحيح أن جائزة نوبل لها صبغة دولية، وهي أيضا ليست جائزة حكومية وإنما مستقلة، ولعل هذا مربط الفرس، فالحقيقة أن الجوائز العالمية كلها مثل نوبل وبوكرز وجونكور وأورانج وغيرها هي في غالبيتها جوائز مستقلة ترعاها مؤسسات أعمال، أو أفراد، أو شركات، ولها إدارة مستقلة.
ولذلك فبمقارنة الجوائز الحديثة نسبيا في العالم العربي مثل جائزة العويس، أو جائزة البوكر العربية، وجوائز الشيخ زايد أو جائزة مسقط والجائزة العالمية الجديدة التي أنشأتها قطر في الرواية وغيرها، أو حتى جائزة أهلية مثل جائزة ساويرس للأدب سنجد أنها مهتمة نسبيا بمثل هذه التقاليد، بالإضافة إلى حرصها على التعبير عن ذاتها دعائيا بالشكل اللائق على شبكة الإنترنت، صحيح أنها ليست بالشكل المطلوب بعد، لكن المؤكد أنها في الطريق.
فمع التغيرات التي تشهدها المجتمعات العربية، بدأت مؤخرا حركة لافتة لتشجيع المواهب الأدبية ،مع نمو الدعم الأدبي من جهة الأفراد، وتعدد الجوائز، وزيادة عدد المبدعين، هناك طفرة ملموسة في تشجيع الأدب والمبدعين الكبار والشباب في العالم العربي.
ولعله سيكون من صحيح القول في المستقبل القريب بدلا من تكلم لأعرفك أن يقال..قل لي كيف يبدو موقعك الإلكتروني أقل لك من أنت! أو أطلعني على موقع جائزتك لأعرف مكانتها.




المصريون القدماء أول من استخدم الأعضاء الصناعية

نشر موقع البي بي سي الإلكتروني خبرا عن وجود إصبع بشري صناعي تم اكتشافه في إحدى المومياوات مما يعتبر سبقا تاريخيا قد يكشف الكثير عن تطور الطب في مصر القديمة بشكل غير مسبوق، وفيما يلي نص الخبر.
يعتقد خبراء آثار بريطانيون أن إصبعا اصطناعية عثر عليها مربوطة إلى قدم مومياء مصرية قد تكون أول عضو بشري صنع لغرض عملي.
ويسعى فريق من جامعة مانشستر إلى البرهنة على أن "إصبع القاهرة" المصنوعة من الجلد والخشب، لم تصنع لغرض جمالي وحسب بل كانت بهدف المساعدة على المشي.
وسيصنع هذا الفريق نسخة طبق الأصل من هذه الإصبع، وسيثبتونها على أقدام متطوعين فقدوا الإصبع الكبرى.
وإذا ما صدقت فرضيتهم، فقد تحل الإصبع الأثرية محل قدم اصطناعية طبية صنعت في القرن الرابع قبل الميلاد، كأول عضو بشري صنع لأغراض طبية.
قدم كابوا الرومانية التي صنعت من البرونز، والتي كانت معروضة في الكلية الملكية للجراحة بلندن قد أتلفت في قصف للطيران الحربي الألماني أثناء الحرب العالمية الثانية.
ويقول جاكي فينتش عضو الفريق البريطاني: " إن الإصبع صنعت مابين 1069 و 664 قبل الميلاد، فإذا وُفقنا في أثبات أن الغرض من صنعها وظيفي، فإننا سنعود بتاريخ الطب الاصطناعي 700 سنة إلى الوراء." وسيعمد فريق من العلماء في جامعة سالفورد، إلى إجراء أبحاث مماثلة على إصبع أثرية مصرية شبيهة بإصبع القاهرة لكنها أقدم، تعرض بالمتحف البريطاني.
هذه الإصبع التي يعتقد أنها صنعت ما بين 1295 و 664 قبل الميلاد، صُنعت من مادة ورقية دخل في إعدادها الكتان والصمغ والجبس.
ومثل "إصبع القاهرة" تحمل إصبع المتحف البريطاني أثار الاستعمال مما يدل على أن صاحبها استخدمها عندما كان على قيد الحياة، ولم تكن ضمن زينة التحنيط.
لكن وعلى عكس إصبع القاهرة، لم تكن أصبع المتحف البريطاني لدنة، مما قد يُشير إلى أنها كانت للزينة بالدرجة الأولى.
وقال جاكي فينتش: " إن إصبع القاهرة، هي الأكثر احتمالا لأن تكون أصبعا اصطناعية طبية، لأنها تتوفر على مفصل، كما تحمل أثارا استعمال وبلى أوضح. لقد رُكبت على قدم سيدة تراوح عمرها ما بين 50 و60 سنة. ويبدو من حالة القدم أن مكان البتر قد شفي تماما." وتعرض الإصبع في متحف القاهرة.


طه حسين..بورتريه لقراء "الجارديان"
نشرت صحيفة الجاردن البريطانية في نسختها الإلكترونية موضوعا عن الكاتب الرائد طه حسين، وقدم الملحق الثقافي تقريرا وافيا عن الدور الكبير الذي لعبه صاحب "الأيام" في الثقافة العربية، بعد مادة معلوماتية وافية عن تعليمه والشهادات التي حصل عليها، وإنجازاته، والمناصب التي التحق بها، واقتطفت واحدة من أهم مأثوراته" التعليم حق للجميع مثل الماء والهواء".
يكشف التقرير المتابعة الدقيقة من قبل العاملين في الحقل الأدبي بما يدور في العالم ، وصحيح أنه لا توجد إشارة لما تناولناه في هذه الصفحة الأسبوع الماضي عن قرار منع رواية الأيام من مقررات الدراسة في مصر.إلا أن توقيت نشر الموضوع يبدو له علاقة ما.
التقرير يتناول أيضا أعمال طه حسين، ويقدم موجزا للمؤثرات الثقافية التي أثرت فيه وفي أفكاره سواء من البيئة العربية مثل تأثير رفاعة الطهطاوي، أو من خلال المؤثرات الغربية. كما أشار إلى كتاب مذكرات السيدة سوزان زوجة الأديب الكبير الراحل.

يوميات دبي السرية!
هذا ليس عنوان موضوع وإنما عنوان مدونة بالإنجليزية مدونها يعيش في دبي، وهي تتراوح بين الخبرية والتحليل حسب الموضوعات التي تتناولها، فهي على سبيل المثال تتناول أخبارا مثل تعرض لراقصة باكستانية لحريق في منزلها بشكل خبري ومعلوماتي تماما، لكنها من جهة أخرى عندما تتناول موضوعا مثل الحرية في دبي، وتقارنها بمثيلتها في الولايات المتحدة في إشارة إلى المناخ الليبرالي الذي تتسم به الإمارة، وتنتقد أحيانا بعض الممارسات الرقابية التي قد تهز هذه الصورة عن مناخ الحرية في دبي، عندما تتناول قضية مثل هذه فإنها تنحو نحو التحليل، والعمق في التناول.
لكنها بشكل عام مدونة تتسم باللطف، وتهتم بالأخبار الغريبة والمثيرة أحيانا، مثل الجرائم الجنسية، والمفارقات،وأحيانا قصص ضياع بعض السياح الأجانب في الصحراء حين تناهز درجة الحرارة الخمسين، وتهتم بحكايات عن الزواج والعلاقات العاطفية والجرائم، وأيضا عن قضايا جدلية، لكنها تتسم بعدم الميل للثرثرة والتعليق بإيجاز. كما أنها تعطي فكرة عن الكثير من المدونات التي يكتبها مدونون يعيشون في دبي باللغة الإنجليزية مما يجعل منها مرجعا شاملا في هذا الشأن. وعنوانها هو: secretdubai.blogspot.com

لماذا يعيش الكتاب مع الرفيقات الخطأ
تحت هذا العنوان نشرت الجارديان تقريرا موسعا عن العلاقات العاطفية للكتاب، وعن قرارات الزواج التي يقررها الكتاب، وتكشف بالتحليل الموسع أن العلاقات الحقيقية التي مر بها الكثير من الكتاب الغربيين ليست بالضرورة هي العلاقات التي ارتبطوا بها بالزواج، أو في العلاقات الطويلة الممتدة.
هذا التقرير منشور في القسم الخاص بمدونات الكتب وكاتبته هي جين حنا، وفيه تلقي الضوء على الدور الذي تلعبه المرأة في حياة الكاتب، بشكل عام، وأهم نماذج العلاقات وأشهرها على الإطلاق، بطبيعة الحال، علاقة الكاتب والفيلسوف الفرنسي الأشهر جان بول سارتر برفيقته سيمون دي بوفوار.
وتلقي كاتبة التدوينة الضوء على مدى تأثر العلاقة بين الزوجين إذا كان كل منهما يمتهن الكتابة، وتضرب مثلا بزواج الكاتب الروائي روبرت أوين باتلر بزوجته إليزابث ديوبري عام 1995، والذي استمر بنجاح، وساهم في إنجاز كل منهما لعدد من الكتب، حتى حصل أوين على جائزة "بولتزر"، وهنا بدأت العلاقة في الهتزاز، إذ يبدو أن الزوجة لم تستطع تقبل حصول زوجها على الجائزة المرموقة. وهو ما يفتح الباب لمناقشة موسعة ستكون بين الموضوعات التي سوف تناقشها الصفحة الأسبوع المقبل.

Thursday, July 19, 2007

تـــــلك الأيــــام

تلك الأيام


لا أذكر أنني قرأت كتابا، وعشت مع أبطاله وكاتبه، بكل حواسي، يوما بيوم. وتأثرت براويه في طفولته وصباه، وشبابه وكهولته، وتنسمت الروائح التي شمها، ورأيت بعيني ما رآه ببصيرته مثلما فعل معي كتاب "الأيام" –العلامة- لطه حسين. ولا أذكر أن كتابا أعطاني الحلم في بلوغ الأمل أن أصبح كاتبا قدر ما أمدني هذا الكتاب. كما أنني لم أعرف معنى الدأب، والانتصار على العجز، والتشبث بالقوة الداخلية، المعجزة، مثلما عرفت من"الأيام"، ولم أدرك معنى قوة العقل في مواجهة الجهل والخرافة وضيق الأفق، إلا بعد قراءته. ولم تمتعني إعادة قراءة عمل، بالكامل، مرة، ومرات باستثناء هذا الكتاب.
المدهش أن "أيام" طه حسين، الاستثنائية، كان السبيل إليها كتاب الوزارة المقرر على التعليم الثانوي آنذاك. لاحقا اقتنيت نسخة دار المعارف الشهيرة، ومعها أغلب ما كتبه ذلك المعلم القدير، لكني سأظل ممتنا بمعرفتي بعبقرية الرجل لوزارة التعليم. أما اليوم فلا أشعر إلا بالغبن، وبألم حارق في موضع الروح كما أتصوره، إذ قرأت خبر منع "الأيام" من مناهج القراءة في وزارة التعليم المصرية. وشعرت بأنها محاولة لطمس مرحلة من أكثر مراحل حياتي انتشاء بالمعرفة، ومحو جزء أساسيا من ذاكرة الثقافة المصرية، وإغفال القوة الباطنية العميقة للبصيرة لصالح عمى البصر والعقل معا.
هل يمكن أن يؤدي طمس الأيام إلى إخفاء النقد الذي وجهه كاتبها لمؤسسات التعليم المتحذلقة التي اعتمدت التلقين أساسا لنظامها التعليمي على حساب سبل التعليم الحر المتفتح؟ وهل يمكن أن يؤدي منع الكتاب إلى تغييب أحد أهم الأصوات العربية استنارة في مسيرة الثقافة العربية المعاصرة؟ وهل يمكن أن يذكر التاريخ اسم صاحب القرار(قرار المنع) ويفتح له أبواب التألق كما فعل لكاتب الأيام؟ أم أن مثله، شأن كل حارقي الكتب، مصيرهم، ليس إلا في هاوية جب النفي، مصيرا عادلا من أصل ما انتواه بنفي المعرفة ووأدها؟
ما يدهشني أنني إذ أدين لهذا الكتاب وكاتبه بما أدين، لا أستطيع أن أغفل أن قراءتي الأولى له مر عليها الآن ما يربو على ربع قرن، واليوم، في ذروة الاحتفاء بوسائل الاتصال الحديثة وشبكة الانترنت التي لا يفوتها شاردة ولا واردة يأتي من يمنع علامة من علامات الثقافة والإبداع المصري الحديث عن جيل يعرف بأنه جيل الألفية الجديدة الذي نتوقع منه كل ما لم نستطع وسابقينا أن نحققه.
لكني، ومع ذلك، وكلما سمعت خبر منع أو مصادرة، لا أتحسس سلاحي، وإنما أبتسم، شفقة، وربما أضحك بهيستيريا، إذ أن المانعين، والمصادرين يبدون مثل كائنات لا تعرف كيف تمتنع عن إعادة ارتكاب أخطائها، وتكرارها، لأن التاريخ لم يتحيز أبدا لهم ولأمثالهم، فهؤلاء مكانهم ليس إلا في قرار الظلمة المكين، ولا يبقى سوى نور المعرفة. أبتسم، وأنا أصغي من بعيد لضحكة العميد، مجلجلة، تشاركني الرثاء:رثاء"هذه" الأيام، التي ننتظر،أو لعلني وحدي الذي أنتظر، أن تستعيد مجد "تلك" الأيام!
إبراهيم فرغلي

الإنترنت .. فضاء ضد الرقابة



الإنترنت..فضاء ضد الرقابة

عندما نتأمل فكرة الرقابة بنظرة موضوعية محايدة سنجدها، على ما فيها من سلطوية، تدعو للشفقة، وللرثاء، أكثر من التعاطف. فالممنوع يمنع بواسطة قوة بشرية أخرى، ليس لها أي قداسة، لكنها تستعير القداسة من قوى أخرى، ليس من المفترض أنها تمتلكها من الأساس. ومن وجهة نظر البعض قد يكون الممنوع متعارضا مع قناعات الأغلبية، أو مغلوطا، أو مستهينا بيقينياتهم، لكن الحقيقة أنه من حق هذه الأغلبية أن تعرف، وتقررأن تعارض ما يختلف مع يقينها بنفسها، لأن هذا هو أحد الركائز التي تأسس عليها جوهر المعرفة الحرة، وجوهر الدين أيضا.
ومن المفارقات الجديرة بالانتباه، أنه في حين أن كتابا مثل "آيات شيطانية" قد تم منعه لأسباب دينية، ولسنوات طويلة ظلت كتابات الكاتب الأمريكي هنري ميللر، ممنوعة في الولايات المتحدة حتى الستينات بدعوى الإباحية، فإن القرآن الكريم نفسه، والكتاب المقدس اعتبرا ممنوعين في الإتحاد السوفييتي خلال فترة المد الشيوعي، كما تمنع كتب الشيعة في الدول اللإسلامية السنية والعكس.وهو ما يعطي فكرة عن مدى نسبية فكرة المنع وتناقضاتها وفقا لمعتقدات كل مجتمع

.
المجتمعات المتقدمة اكتشفت أن العقل البشري لا يجب أن يستخف به أحد، وأن التفكير والنقاش هو الوسيلة الوحيدة لمواجهة أية أفكار أو معتقدات خاطئة، وأصبحت شبكة الإنترنت نموذجا حيا وواقعيا على هذه الفرضية، نموذجا عنوانه هو" ضد الرقابة" أو ضد المنع، فالفضاء في هذه الشبكة، رغم بعض محاولات المنع والتقييد، يظل فضاء متخما بكل المعارف، وبينها ما اعتبر ممنوعا في هذه الثقافة أو تلك، بلا رقيب، أو سلطة للمنع. فضاء يقدم فيضا من المعلومة والرأي والنصوص والتقارير والنصوص المقدسة والأخبار الدعائية واليوميات والخواطر والصور الفنية والجنسية الإباحية على السواء. يختار منها المتلقي ما يشاء ويرفض ما يشاء.
ولعل هذا ما يمكن ملاحظته في مجتمع المدونات، والعربية منها على نحو خاص. فبينما يختار بعض المدونين موضوعات إشكالية مثل المثلية الجنسية، أو تحرر المرأة، أو غيرها من الموضوعات الشائكة، فتثور عاصفة من التعليقات المعترضة، والمؤيدة، يملك كل منهم حججه، وأسبابه، وتبريراته، وفقا لثقافته والتربية الذهنية التي تربى عليها، والتي تتضح مدى سموها من مستوى الحوار وامتلاك الحجة، أو مدى تدنيها إذا لم يكن المحاور يمتلك سوى السباب والتهديد بسلطة دينية وبعقاب سماوي لم يمنحه إياه أحد.
على شبكة الإنترنت تنتشر العديد من المواقع الإلكترونية التي تهتم ببث كل ما له علاقة بالنصوص والأفكار الممنوعة، سواء كانت كتبا إبداعية، أو أفكارا أخلاقية، أو شعوذات، وتعاليم روحية، وغيرها. وتتراوح اهتمامات هذه المواقع بين نشر التقارير المهتمة بوقائع المصادرة وظروفها التاريخية، وظروف تأليف تلك النصوص، وصولا لظروف إتاحة هذه النصوص ونشرها. وهناك مواقع مختصة بنشر النصوص الممنوعة فقط، أو ترجمتها للغات أخرى.
على سبيل المثال فإن موقع الكتب الإلكترونية onlinebooks.com ، يضم عددا من التقارير المهمة عن تاريخ الكتب الممنوعة، خاصة في أوروبا والولايات المتحدة، ويضم قائمة مطولة عن الكتب التي صودرت أو تعرضت للمنع، لسبب أو لآخر، سواء لجمهور القراء العام، او لطلبة المدارس، ومن هذه الكتب، على سبيل المثال لا الحصر: الاعترافات لجان جاك روسو، عوليس للكاتب الإيرلندي جيمس جويس، عشيق الليدي تشاترلي لد.ه. لورانس، الدولة والثورة للينين، وحتى بعض أعمال شكسبير التي كانت قد منعت في بعض المدارس الأمريكية في القرن قبل الماضي مثل هاملت وماكبث والملك لير، وكتاب "أصل الأنواع" لداروين، وغيرها وغيرها.
ويقدم الموقع وصلات تتيح قراءة النسخة الإلكترونية من هذه النصوص، أو على الأقل بعض فصولها، كما يقدم عددا من المواقع التي تهتم بالكتب الممنوعة في عدد من الثقافات المختلفة.
من المواقع المهتمة بالموضوع أيضا الموسوعة الإلكترونية "ويكيبديا" التي يوجد تحت تصنيف كتب ممنوعة تعريفا دقيقا بفكرة المصادرة، ملحق به إشارات لعدد من المصادرات، وبينها قائمة الكتب الممنوعة التي أقرتها الكنيسة الأرثوذكسية منذ العصور الوسطى وحتى منتصف القرن الماضي. كمت يضم التقرير جدولا تفصيليا يضم أسماء الكتب التي تعرضت للمصادرة في الولايات المتحدة، وغيرها من دول العالم، وأسماء المؤلفين، وأسباب المنع، ومنها مثلا كتاب"أمريكا" لجون ستيوارت، عصر العقل لتوماس باين، الهروب من قلب الهجوم، لإريك ماريا ريمارك والذي منع من قبل السلطة النازية لأنه كان يعارض الحرب، اللوتس الزرقاء لهورجيه ومنع في الصين، ألف ليلة وليلة، الذي منع في أغلب الدول الإسلامية، الصياد في حقل الشوفان لسلينجر، البيان الشيوعي لكارل ماركس وفريدريك أنجلز، لمن تقرع الأجراس من تأليف هيمجواي، ومنع في أسبانيا إبان حكم الديكتاتور فرانكو، وغيرها وغيرها وصولا لأحدث ما تم منعه مثل "شفرة دافنشي" لدان براون. بالإضافة إلى مئات المواقع المهتمة بالموضوع، والتي توضح أن فكرة المنع والرقابة والمصادرة هي فكرة ضد واقع ومنطق حرية تدفق المعلومات والأفكار الذي تتيحه الشبكة، وضد منطق التطور الذي يعلي من حقوق حرية المعرفة خاصة في عصر يعرف بأنه عصر ثورة التقنيات الحديثة والاتصالات.

Sunday, July 15, 2007

فضائل العامية

مؤامرة على اللغة


لا أستطيع أن أفهم ظاهرة شيوع العامية في كتابة المدونات، تماما كما لا أفهمها، ولا أستسيغها، على أي نحو في الصحافة، وفي ظني أنها ظاهرة تصل حد الابتذال، خاصة إذا سمعت نشرة إخبارية مصورة على شاشة إحدى القنوات وهي تقرأ بالعامية.
عندما سؤل عميد الأدب العربي في أخريات أيامه عن الأجيال الجديدة، كان يرى أنها لن تصل إلى شيء طالما أنها تستخدم العامية.وأظن الرجل كان بعيد النظر، قادرا على رؤية ما لم نكن نستطع أن نراه آنذاك ببصرنا بينما كشفته بصيرته.
هل تتنافى اللغة العربية، بكل إمكانياتها وجمالياتها مع التعبير عن مشاعر الشباب، وهل يظن البعض منهم أن ما يشعر به، يستعصي على هذه اللغة المطواعة الآسرة ببلاغتها؟ وهل يعتقد القائمون على صحيفة مثل الدستور القاهرية، أن اللغة الفصحى ستصرف عنها القراء؟
وهم كبير، لأن القاريء الذي لا يحتمل قراءة الفصحى، لن يقرأ شيئا، حتى لو ذوبت له الكلمات في مشروبه المفضل، وكذلك الأمر، بالنسبة لمشاهد التليفزيون الذي يتصور البعض أنه يعجز عن متابعة الأخبار بالفصحى، فمثل ذلك المتلقي لن يسعى من الأساس لكي يشاهد نشرة الأخبار، ولو بثت له خصيصا.
المشكلة أن هذه الظاهرة لا تقتصر على المدونين المصريين دون غيرهم، وإنما تمتد لعدد كبير آخرمن المدونين، خاصة لبنان، وكذلك بعض المدونين من دول الخليج العربي، وكأن التدوين صنو نفي اللغة وابتذالها، أو أن العامية تكسبه صبغة خاصة تميزه عن الوسائط المقروءة الأخرى. وهي في الحقيقة لا تعكس سوى جهلا باللغة.

أما الجريمة الحقيقية التي ترتكب في حق اللغة ومهنة الصحافة، هي أن جيلا من ضعاف اللغة ينشأ على الكتابة بالعامية، فلا يستطيع الكتابة بغيرها، ويعجز عن إدراك جمالياتها، ولعله أيضا، وفي وقت لاحق سيعجز عن القراءة بغير اللغة السطحية المبتذلة التي تعلمها على يد من يفترض أنهم رواد المجال.
أذكر مقولة لصديقي الكاتب إبراهيم عيسى كان يؤكد فيها أن الشعر الحديث الغامض مؤامرة للإنهاء على مجد الشعر، وأنا أظن أن اللغة التي تقدمها الكثير من الصحف المستقلة الآن(ركاكة لغة الصحف القومية ليست استثناء) هي مؤامرة على اللغة العربية، وعلى مستقبل الصحافة التي سيصل يوما لمراكز قيادتها بعض الصحافيين الذين نشأوا معوجين، لغة وأسلوبا، دون أن يدركوا مأساتهم، بل ولعلهم سيقودون جيلا تاليا عليهم على نفس اللغة الركيكة التي اعتادوها وعندها لن نملك أن نقول إلا على اللغة والصحافة والقراءة السلام.

الأكثر مبيعا



مدونات "الأكثر مبيعا"

تحظى الروايات بشعبية جارفة في الغرب، خصوصا في الولايات المتحدة التي تتمتع الروايات البوليسية وروايات الجريمة فيها بشعبية جارفة، حيث توزع الكتب بملايين النسخ. وهناك كُتّاب مثل ستيفن كينج تتصدر كتبهم قوائم الأكثر مبيعا على مدار العام، والقائمة تضم عددا من الكتاب الذين يعدون من أصحاب الملايين بسبب مبيعات كتبهم.
في المقابل هناك كتاب لهم شعبية مماثلة يكتبون أدبا، له بعض سمات أدب الجريمة، لكنه يميل للتخييل والحبكة الدرامية أكثر، ونموذجه مثلا الكاتب الأمريكي دان براون صاحب الرواية الشهيرة "شفرة دافنشي" التي فاقت مبيعاتها 50 مليون نسخة، لكن أغلب أعماله موجهة لجمهور القراء العوام وخاصة الشباب والمراهقين، خاصة أعماله التي عرف بها مثل: الحصن الرقمي، ملائكة وشياطين، وغيرها، والتي جسدت نموذج المسلسلات الدرامية المشوقة. لكنه بذل جهدا بحثيا كبيرا في شفرة دافنشي، واختار موضوعا مثيرا، كان له الدور الأكبر في الدعاية لهذه الرواية.
ظاهرة الكتب الأكثر مبيعا ارتبطت دائما بأنها كتب تسلية، تتسم بلغة بسيطة، غير مركبة، تعتمد على التشويق، وعلى عدد من الشخصيات الذين تتعقد حياتهم في سلسلة متشابكة من الأحداث.
هذه الروايات أقرب لأن تكون روايات تجارية تشبه المسلسلات الدرامية وأفلام الحركة، لكن هناك روايات أخرى تحظى بنفس الشعبية، لكنها تتوسل عوالم أخرى، مثل الأجواء الصوفية، أو عوالم الجبال والخلاء والبحث الروحي عن معنى الحياة والموت، والقدرية، وهذه أقرب ما يجسدها نماذج ما يكتبه الكاتب البرازيلي باولو كويلهو، في روايات مثل ساحر الصحراء، وبالقرب من نهر بيدرا جلست وبكيت، وفرونيكا تقرر أن تموت، وغيرها.
عادة ما تكون للدعاية دور كبير في تأكيد شعبية وجماهيرية مثل هذه الأعمال الأدبية، سواء عبر أقسام الترويج الخاصة بدور النشر، أو حتى بواسطة الكاتب نفسه مستخدما الوسائل الإعلامية، أو حتى موقعه الشخصي على شبكة الإنترنت.

أما على مستوى النقد، الصحفي أو الأكاديمي، فإن النقاد سرعان ما يميزون بين الأدب الحقيقي، وأدب الإثارة المشوق الذي لا يتضمن أية قيم أدبية رفيعة، ولهذا فمثل هؤلاء الكتاب لا يرشحون لجوائز أدبية رفيعة، كما أن قوائم الترشيح لجائزة نوبل تخلو من أسمائهم، لأنها تعتمد، أولا وأخيرا- رغم كل ما يشاع عن تسييسها والمرشحين لها- على القيمة الأدبية ومهارات اللغة والتجديد.
يحظى كوليو بشعبية جارفة، أسستها كتيبة من الدعاية والتسويق استخدمت أرقام التوزيع، وعدد الترجمات، وهي التي قدم بها كويليو نفسه لجمهور القراء، وهي نفس الوسيلة التي تم بها تقديمه عندما بدأت ترجمته للعربية عبر رواية ساحر الصحراء، لكن بعد تعدد ترجمة أعماله تبين أن أعمال كويليو مثلها مثل أغلب الأعمال الشعبية الخفيفة، تجتذب القاريء الباحث عن التشويق واللغة البسيطة . لكنه يدخل مناطق نفسية وروحية تعجب الكثيرين.

في المنطقة العربية انضم الكاتب علاء الأسواني إلى قوائم الكتاب الأكثر مبيعا عبر روايته الشهيرة عمارة يعقوبيان، وتلتها رواية شيكاغو. صحيح أن مبيعات كتبه لا تقارن بأي كاتب من الأكثر مبيعا في الغرب، لأنها في النهاية لا تزيد عن بضعة آلاف من النسخ (يقول علاء الأسواني في مدونته أنه باع 160 ألف نسخة في فرنسا)، لكنه يظل ظاهرة خاصة في مبيعات الكتاب العربي، بالرغم من كلاسيكية عمليه، وسماتهما التشويقية.
بتأمل المواقع الشخصي، أو المدونة، الخاصة بأي من كتاب الأكثر مبيعا أجد أن هناك سمة عامة مشتركة، وهي سمة الدعاية؛ التي تظهر، مثلا، في مدونة علاء الأسواني عبر الحوارات التي تمجد في عمله، والتي يحرص فيها جميعا أن يؤكد أرقاما للتوزيع(هذه الظاهرة لا يقوى عليها بين كتاب العالم سوى الأسواني وباولو كويليو، فغيرهما من الكتاب يتركون شؤون التسويق لدور النشر)، ولا تجد مناقشة لظاهرة أدبية، أو قيم أدبية من أي نوع، وبالتأكيد أيضا لا تضم المدونة أي قراءة نقدية قد يلوح بها أي نقد موضوعي يضم الإيجابيات والسلبيات معالأعماله.
ستجد أيضا أن موقع باولو كويليو يحرص على جانب الاتصال الشخصي بين الكاتب والجمهور، عبر مواد للمناقشة، والإجابة عن تساؤلاتهم، وتأكيد طابع العالمية من حيث وجود أكثر من لغة يمكن بها قراءة مواد الموقع الشخصي لكويليو.
الميزة الأساسية لكتاب الأكثر مبيعا في الغرب أنهم لا يدعون شيئا، فكل كاتب منهم يعرف حدود موهبته، والجمهور الذي يريد اجتذابه، ولا يمكن لكاتب مثل دان براون أن يقارن نفسه بكاتب مثل فيليب روث، أو بول أوستر مثلا، كما لا يمكن لأي ناقد أن يتعامل مع أعمال باولو كويليو بنفس الطريقة التي يتعامل بها مع أعمال ماركيز، أو بورخيس، أو يوسا. أما في المنطقة العربية فلا يوجد نقد، ولا حركة ثقافية صحية من أي نوع، ولا يبقى لدينا سوى الزمن الذي لا يرحم أحدا، ولا يبقي في ذاكرته إلا من يستحق. فالأسماء، تذهب، ولا يبقى سوى الأدب.
www.danbroen.com
www.paulocoelho.com

alaaalaswany.maktoobblog.com

Saturday, July 7, 2007

وسائط مصـــورة







فضاءات

وسائط الصورة

بين ما يبثه الموقع الإلكتروني لمعرض فرانكفورت للكتاب زاوية القصة المصورة الساخرة في ثلاثة كادرات، وكلها تقدم أفكارا تتعلق بالكتاب، وتسخر من عدم الإقبال على القراءة. ولو أنني دخلت هذا الموقع بالصدفة لظننته موقعا يخص جهة تابعة للثقافة العربية، فلا أعرف ثقافة أقل إقبالا على القراءة بالشكل الذي تشير له هذه الرسوم خفيفة الظل سوى الثقافة العربية، والإحصاءات والمؤشرات متاحة لمن يشاء.
من بين مجموعة الرسوم توجد واحدة يقف فيها الأب وهو يمسك بكتاب في إحدى يديه بينما الإبن يجلس أمام الكومبيوتر وهو مستغرق تماما. في الكادر الثاني يلتفت الابن للأب ويسأله عما يمسكه في يده، فيخبره والده بأن اسم هذا الشيء هو "كتاب"، وبينما يعود الصبي ليواصل ما كان يشغله سأل والده باستخفاف: وكم تصل سعته بالكيلو بايت؟
هذه صورة غربية أكثر من كونها عربية، ومع ذلك، فهي أقرب ما تكون إلى صورة عالمية يتوقع أن تقترب من الواقع بعد عشرين أو ثلاثين عاما، أو أكثر، أو أقل.
لكن إذا كان هذا ما يخشاه الغرب، رغم الارتباط الوثيق بالكتاب ممثلا في السلوكيات، ومبيعات الكتب بملايين النسخ، فما بالك بموقفنا نحن، إذا التفت الجيل الجديد للكمبيوتر دون أن يمر على مرحلة الكتاب. أي دون أن تنشأ العلاقة الطبيعية بين هذا الجيل والكتاب، وهي من الأصل علاقة تعاني عورا واختلالا لا نظير له.
لكني انتبهت أن القائمين على الكتاب في الغرب توسلوا القصص المصورة للفت الانتباه لظاهرة الإقبال على الحواسب الآلية مقابل الكتاب، وأظنها فكرة تناسبنا أكثر.
فالمجتمعات العربية بذهنيتها الاستهلاكية تلفتها الصورة أكثر من اللغة المكتوبة، مع الأسف، وتقبل على البسيط الخفيف أكثر بكثير من إقبالها على كل ما قد يتسم بالجدية واعتباره معقدا، ولهذا تصلح القصص المصورة أن تكون وسيطا جذابا يكون بمثابة الطُعم الذي يمكن أن يستدرج شباب وشابات لم يعتادوا القراءة إلى هذا المجال، كخطوة أولى.
ودليلي على ذلك أحد المدونين العرب نشر في مدونتهعدة لقطات فيديومصورة لهيفاء وهبي خلال حادث التصادم الذي وقع لها مؤخرا، والنتيجة أن معدل زيارة القراء للموقع ارتفعت من 50 زائر يوميا، إلى 1500 زائرا! وهو ما جعله يشكر هيفاء وهبي بشدة، وهذا ألهمني أن فكرة القصص المصورة لو بدأت بقصة عن هيفاء وهبي مدحا أو نقدا لدخلت في منافسة شرسة مع كتب الموضة الأكثر مبيعا، ولا أظن أن في ذلك ما يعيب طالما النتيجة النهائية في صالح القراءة والكتاب!

مدونات الروايات المصورة






مدونات الروايات المصورة

تحتل الروايات المصورة مساحة لا بأس بها في فضاء المدونات الأجنبية، لتعكس الاهتمام الجماهيري الواسع بهذا النوع من الفنون والذي تفيض به المكتبات الخاصة للأفراد في منازلهم، والمكتبات العامة ومكتبات البيع العديدة الموجودة في كل شارع أو حي في أوروبا بشكل عام.
وعلى عكس ما يشيع في ثقافتنا، فإن هذا النوع من الفنون ليس موجها للصغار فقط، أو للشباب كما هو شائع في المنطقة العربية، وإنما موجه للكبار، ويحظى بجماهيرية كبيرة، وهو مثل الروايات في الغرب تتعدد أنواعه بشكل لا يصدق بين القصص العاطفية، إلى المغامرات التاريخية، ومنها إلى القصص البوليسية والخيالية، أو قصص الرعب، وصولا حتى للقصص ذات الطابع الإيروتيكي والجنسي وغيرها.
وهناك دور نشر متخصصة فقط في هذا النوع من الكتب، وتعتمد على كتائب من الفنانين رفيعي المستوى في الرسم والتأليف على السواء.
وهذه الكتب لا تنفي وجود الرواية وجماههيريتها، بقدر ما تشير إلى تنوع الإنتاج الثقافي والفني لأن المجتمعات الغربية تلتهم هذه المنتجات بكل أشكلها قراءة ونقدا وتحليلا، واستمتاعا أولا وأخيرا.
ولهذا تعرف باسم الروايات المصورة تمييزا لها عن كتب الرسوم الكارتونية، أو الكومكس، وهذه أيضا قصة أخرى، وتصنيف من تصنيفات القصص المصورة تختلف فئات القراء العمرية التي تقبل عليها لأن هناك ما هو بسيط ومشوق، وبعضها قصصا أكثر جدية.
السؤال هو لماذا لا تنتشر مثل هذه الكتب لدينا في الثقافة العربية؟ والإجابة هي أنها ما زالت مرتبطة في الأذهان بكونها كتبا موجهة للأطفال، من جهة أخرى هي صناعة ضخمة تكلفتها كبيرة جدا، وتحتاج إلى عدد من الرسامين المحترفين، والموهوبين في التأليف، كما تحتاج إلى توافر ورش فنية يوجد بها محترفون في الجرافيك وفي التحبير والتلوين، لأن النظام المعمول به في أوروبا والقائم على التخصص، هو قيام كل شخص بالتخصص الذي يتقنه، فالرسام يبدأ برسم الكادرات، وتنتقل الكادرات لشخص آخر مهمته التحبير، ثم ثالث يقوم بالتلوين، وآخر يضع الكلام الخاص بكل كادر في الكادر المحدد، وهكذا.
ومع ذلك فلو تأسس هذا الفن فإنه سيجد إقبالا شديدا من الشباب من خريجي كليات الفنون، ومن الكتاب على السواء، ربما نحن فقط نحتاج للخطوة الأولى، والتي يمكن أن تبدأ من دور النشر المهتمة، والمحترفة في صناعة كتب الأطفال، لأنها تمتلك الحد المناسب الذي يمكنها من دخول مثل هذه التجربة.
ولمن يرغب في الاطلاع على المدونات المهتمة بهذه الفنون سنوفر بعض عناوين المواقع في نهاية الموضوع، لكنني فقط سأوجز الإشارة إلى نموذج من هذه الكتب على سبيل المثال وهو كتاب إبنة البروفيسير، أو
The Professor’s Daughter
وهو رواية للفنانين الفرنسيين جوان سفار، و إيمانويل جيبرت، نشرت بالفرنسية لأول مرة عام 1997، وترجمت أخيرا للإنجليزية. وتدور وقائعها في لندن حيث يعيش عالم مصريات بريطاني وابنته ليليان باول، ويتعامل الرجل مع بعض المومياوات المصرية التي يحتفظ بها في مكان مخصص للفحص في منزله، وبينها مومياء أمنحتب الرابع الذي يقع في غرام ابنة العالم البريطاني، ويقنعها بالعودة معه إلى مصر، وعندما تختفي الفتاة تصبح مومياء أمنحتب الرابع، التي اختفت أيضا، مطلوبة من قبل رجال الشرطة البريطانية. لكن يتضح لاحقا أن الفتاة اختطفت من قبل مومياء قرصان بحري يهرب بالفتاة إلى البحر، وعندما يكتشف أمنحتب ذلك يختفي بينما شرطة سكوتلاند يارد تحيط بالمدينة كلها وتعتقل أي مومياء يشكون في أمرها. ثم يكتشف أمنحتب أن القرصان الذي اختطف ليليان هو ليس سوى والده أمنحتب الثالث، لكن أمنحتب الثالث عندما يتعرف على ابنه يوضح له أن الفتاة مختطفة كرهينة حتى يستطيع أن يستعيد مومياء زوجته الملكة من العالم البريطاني وتستمر الأحداث، في متوالية من المغامرات التي يختلط فيها الواقع بالخيال بشكل جذاب.
وفي موقع أمازون الشهير لبيع الكتب إلكترونيا نشر هذا الحوار الذي أجراه الموقع نفسه مع الكاتب الفرنسي مؤلف "إبنة البروفيسير" وهو إيما نويل جيلبرت، الذي يشرح المزاج النفسي العام الذي سيطر عليه مع الرسام لإنتاج الكتاب، وأنه تأثر بالثقافة الإنجليزية، ولذلك وصف المواقع البريطانية بدقة، رغم أنه لم يزر بريطانيا إلا بعد الانتهاء من العمل، كما يوضح أنه عندما بدأ العمل مع صديقه الفنان سفار لم يكن أحد يعلم عنهما شيئا، والآن أصبحا مشهوران بشكل كبير في أرجاء أوروبا وأمريكا. كما يشير إلى أنه يستمتع بكتابة كلا النوعين الرواية التخيلية الأدبية، والمصورة على السواء، وأنه يستمتع تماما بمناخ العمل المصور، حيث يتم ذلك في ورشة عمل كبيرة تضم مجموعة من الموهوبين كل في مجاله.
ترى متى يمكن أن تأخذ الرواية العربية المصورة نفس القدر من الجدية، وكم يمكن أن تكون مثل هذه الأعمال سببا في انتشار القراءة أكثر واكثر في المجتمع العربي الذي يحتاج إلى أكثر من ثورة في مجال تشجيع القراءة.
مدونات مقترحة للاطلاع:
http://www.vitorianpeeper.blogspot.com/
yetanothercomicsblog.blogspot.com
comicstripblog.com
www.amazon.com/gp/blog

Wednesday, July 4, 2007

البريد على مرمى ضغطة إرسال




الأدب من البريد الجوي إلى الرسائل الإلكترونية

على مدى عقود احتلت الرسائل الشخصية للكتاب مكانة مهمة، واعتبرها الباحثون مادة جيدة للتعرف على الكثير من الجوانب الشخصية والفكرية للأدباء ورجال الفكر والأدب والسياسة، كما اعتبرها الجمهور مادة جيدة ترضي فضولهم الذاتي في تقصي الجوانب الشخصية والحياتية لشخصيات صوروا بوصفهم نجوما، تحيط بهم هالات التمجيد والإكبار، كأنهم بلا نوازع أو أهواء.
ولذلك فكثيرا ما كانت هذه الرسائل سببا لإثارة بعض الفضائح، أو شرارات تفجر الكثير من القنابل المدوية على صفحات الصحف، تكسر، في ساعات قليلة، أحجار مستقرة تراكمت ترسخ صورا محددة لكتاب ورجال سياسة، أو لفنانات ذائعات الصيت، أو فلاسفة.
ولعل كل ذلك يعود أولا لأهمية الرسائل كوسيلة أساسية للتواصل بين الجمهور بشكل عام، سواء في المخاطبات الرسمية والعملية، أو في المكاتبات الشخصية، بين الأصدقاء، أو أفراد العائلة، أو بين العشاق.
ومكاتبات العشاق ورسائلهم، على نحو خاص، كان لها الكثير من البريق الذي أثار الاهتمام، ومنها مثلا الكتاب الذي نشرته الكاتبة السورية غادة السمان حول علاقتها بالكاتب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني بعنوان"رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان" والتي أثارت ردود فعل واسعة حال صدوره وأتبعته هي بكتاب آخر حول ردود الفعل هذه بعنوان "محاكمة حب" نهاية عام 2004. وأهدته إلى" إلى عشاق الشعب على الغبار والشخير التاريخي، الذين تعبوا من المنظرين للرياء والدجل واستغباء الناس وقمعهم وتخويفهم وإرغامهم على القيام بدور الرقيب الذاتي.
إلى الذين يحلمون بمستقبل حي متطور عصري لأدبنا العربي، ولا يفتقرون إلى الرؤيا والطموح لمشروع بأفق شاسع، وإلى الذين يجدون أن الفضيحة تكمن في إحراق أوراق المبدعين لا في نشرها:
ويرفضون أن تتم «قولبة» سيرة المبدعين على مقاس مصالح بعض معاصرتهم.. وإحراق ما تبقى، وإلى عشاق أدب السيرة الحقيقي لا المزور، وإلى الحالمين بمؤسسة عربية تحتضن هذا الفن خاصة وفي السيرة العربية عامة".
وهناك الكثير من الرسائل العربية التي أثارت صخبا منها أيضا أوراق عميد الأدب العربي طه حسين التي نشرها الأكاديمي عبد الحميد إبراهيم. وكشف فيها عن موقف عدائي واضح تجاه صاحب الرسائل، من خلاله تأكيده لذلك واتهامه بأن الدور الذي لعبه في الثقافة المصرية يماثل دور كمال أتاتورك في تركيا.
وهناك أمثلة أخرى كثيرة. لكنها لا تقارن بالنماذج المثيلة في الغرب التي تهتم فيها الدوائر الإعلامية كثيرا بمثل هذا النوع من الكتب التي قد تأخذ شكلا فضائحيا مبالغا فيه مثل ما فعلته إحدى الكاتبات الفرنسيات قبل عدة أعوام بنشر الرسائل ووصف العلاقة العاطفية والحسية مع زوجها. كما نشر كتاب آخر يتضمن خطابات الكاتبة الفرنسية سيمون دي بوفوار إلى عشيق لها، رغم علاقتها بالكاتب الفرنسي جان بول سارتر، وهو ما أعاد للأذهان حقبة الستينات الأوروبية بكل ما مرت به من دعاوي التحرر، ونقد البورجوازية بما فيها استبدال العلاقات الحرة بمؤسسة الزواج التقليدية.
كما نشرت زوجة الشاعر البريطاني الأشهر ت.إس إليوت رسائله في كتاب، لكنه، في تلك المرة، اعتبر استعادة لسمعة الرجل، وردا على بعض انتقادات وجهت إليه حتى أن ملحق صحيفة الجارديان نشر تقريرا عن الكتاب مسبوقا بسؤال هو: هل أساءت فاليري إيليوت، أرملة الشاعر ت.س. إيليوت، إلى سمعة زوجها بتأخيرها نشر رسائله رغم تفانيها في المحافظة على هذا الكنز الأدبي؟
وتساءلت كاتبة المقال والتي عهدت لها زوجة إليوت بمهمة تصنيف وتجهيز الخطابات للنشر: هل يمكن تحقيق إرادة رجل وضع شرطاً رئيساً لمنفذي وصيته الأدبية يتلخص في الامتناع عن نشر سيرته ورسائله الموجهة لزوجته فوق صفحات الجرائد والمجلات؟! كانت «فاليري» قد وظفت عدداً من المحررين والمدققين اللغويين السابقين قبل أن تطلب مني شغل هذا المنصب والاهتمام برسائل زوجها الشاعر المتوج «توم ماس سترينز إيليوت»..


لكنني كنت أنا الوحيدة التي شاهدت رسائل ت.س إيليوت وساهمت في نشرها في الجرائد المتخصصة.. رغم حجم مراسلاته إلا أن تو لم ينشر سوى عدة رسائل أثناء حياته... وكان قد وضع مخططاً لطباعتها في كتاب. لم أعد في حيرة من أمري رغم معاناتي من قلة الصبر لأن رسائل الكتاب الثاني كانت الأكثر تأثيراً من بين المئات التي عملت على تدقيق صحتها وتوثيقها.. إنها بيان لانهيار زواج إيليوت الأول، وما رافقه من يأس شخصين غير قادرين على تحاشي تحطيم بعضهما الآخر. ليس لدينا فقط رسائل إيليوت بل العشرات من رسائل كتبتها فيفيان هاي وود إيليوت، زوجة إيليوت الأولى، فيف الهيستيرية في مسرحية «توم وفيف» ل ميشيل هاستينغ. كتاب ثانٍ من الرسائل سيكشف حقيقة ما حدث بينهما وأنا متأكدة أنه سيخلق تعاطفاً مع «إيليوت».


كان إيليوت يغار على خصوصيته بشكل كبير لكن حياته الشخصية كانت معقدة ومضطربة مما أثار اهتمام الناس بشكل طبيعي. لوبقي متزوجاً نصف قرن من زوجة مخلصة مثل «فاليري»لما لفت هذا الأمر الأنظار.. لكن بعد 40 سنة من وفاته، هاهي أرملته تدافع عن سمعته كما كانت خلال زواجهما الذي استمر ثماني سنوات حافظت عليه من دخان وضباب لندن ومن مراسلين حجزوا مقاعد خلف العروسين خلال رحلة شهر العسل إلى الباهاما. تستمر اليوم «فاليري» في حماية رسائله وتحول دون وصول أوراقه إلى الجامعات وترفض اقتباس أعماله".
و


في الأدب أيضا كانت صيغة الرسائل أحد الوسائل التقنية التي استخدمها بعض الكتاب في كتابة بعض الأعمال الروائية، وأحيانا بتضمين نماذج لرسائل، حقيقية أو متخيلة داخل متن العمل الأدبي ذاته. وفي الأدب العربي أيضا كانت هناك الكثير من نماذج الرسائل داخل النص كما فعل يحي حقي في"البوسطجي" مثلا، وكذلك في بعض أعمال إحسان عبد القدوس، ويوسف إدريس الذي كتب نصا عصيا على التصنيف هو "الإرادة" ضمنه بعض أشكال الكتابة المستخدمة في الرسائل، كما كتب الكاتب إدوار الخراط نصا بعنوان "رسائل لن تصل" اتكأ فيها على صيغة الرسالة الموجهة من عاشق لعشيقته، ومن جيل التسعينات نشر الكاتب مصطفى ذكري نصا بعنوان "الرسائل" اعتمد فيه أيضا على نفس التيمة، وإن بشكل أكثر تعقيدا، وتركيبا.
وهكذا يظل السؤال مفتوحا، هل سينتهي عصر الرسائل في المستقبل، أم أن الأدب سيحافظ على مجد الرسائل ويستعيد هيبتها؟


مقتطف من" الرسائل" لمصطفى ذكري



كلما مر الوقت تأكد لي ضياع الخطاب المُرسل لكِ بتاريخ 12/ 5/2004. أي منذ أكثر من شهر. هذا الضياع فيه ضياع آخر على طريقة كل شيء يعني، كل شيء يقول. وإليكِ قصة هذا الخطاب. كتبته على أثر حلم غامض كنتِ فيه مع شخص مُنفِّر نسيتُ اسمه الآن. وكان اسمه حاضراً في الحلم والخطاب كقدر مشؤوم بيننا. قمتِ بتسليم الشخص المجهول كل الرسائل التي كتبتها لكِ. كان هذا التسليم يشبه انتحاراً بارداً من قِبَلكِ. وكنتُ أنا بالمقابل قد قمتُ بإطلاع الشخص المجهول نفسه على سر جارح عنكِ. أذكر جيداً أن هذا الانتحار لم يكن من قِبَلكِ وقِبَلي كفعل ورد فعل، لم يكن انتقاماً على أثر شيء حدث بيننا، لم يكن مُتعاقباً في الزمن على اعتبار أن نصفه حدث في زمن الحلم والنصف الآخر خارج زمن الحلم، ولم يكن أخيراً الشخص المجهول يملك سُلطة علينا إلا إذا كانت شراهته للطعام هي الرمز الأكثر غموضاً للسُلطة.كان هذا الانتحار بكلمات أخرى قَدَم يأس. ذهبتُ إلى مكتب البريد في الصباح، فوجدتُ أعمال ترميم قائمة في المكان كله. ارتبكتُ أيما ارتباك، وكأنَّ مكتب البريد اختفى فجأة. شعرتُ بيأس طاغ، وزاغتْ نظرتي هائمة على خراب المكان. كانت الأماكن دائماً عندما تتعرض لترميم تصيبني بكآبة ويُتْمٍ موجع. لاحظ أحد العُمَّال نظرتي التائهة، فأشار لي ببساطة إلى خلفية المبنى. سألتُ نفسي كيف سيعود المكان كما كان عليه- بل أفضل- بعد شهور قليلة. في الطابق الثاني من خلفية المبنى كانت نظرة الضياع واليُتْم ما زالت عالقة بي. كنتُ خَجِلاً منها، فهي تجعل الجميع يقدمون لي الخَدَمَات بشكل استثنائي، وكأنني طفل فَقَد أمه. شرحتْ لي الموظفة بتفصيل شديد طريقة الوصول للمكانين المؤقتين لبعث الرسائل، ولم يكن أحد المكانين سوى كُشك سجائر صغير أمامه صندوق بريد مِهَكَّع مِدغْدغ. أهذا الصندوق جدير بأن يكون إحدى حلقات الوصل؟ شعرتُ باليأس مرة ثانية، وطلبتُ من الرجل العجوز صاحب الكُشك لصق طابع البريد على الخطاب وعيني تعود للصندوق. وضعتُ الخطاب بكل هواجس الضياع المُهْلِكة. كنتِ في تلك اللحظة قريبة منيِّ للحد الذي معه صعد الضيق إلى الحلق. في الحالات العادية أبقى يومين بعد كل رسالة أبعثها لكِ في رعاية كاملة لمسار الرسالة المُبهم، وليس هناك تناقض في حساب الوقت الموضوعي عندما أبعث إليكِ رسالة كل يومٍ، بل هناك مُضَاعَفة للوقت وتكْثِيرٌ لا سبيل إلى التعبير عنه، مع الرسالة الضائعة دامتْ مدة الرعاية للمسار أياماً لا عدد لها، وكان القياس الوحيد الدال على مرور الزمن محصوراً بين نقطتين رياضيتين والمسافة بينهما.

مجــــــــــــــد الرســـــــــــائل


مجد الرسائل!
هل يتسبب الإنترنت والبريد الإلكتروني في انتهاء عصر الرسائل والخطابات؟ هكذا سألت نفسي إثر وصول رسالة إلكترونية من صديق حول بعض المظاهر المعاصرة للحياة، ونمطها الشائع مثل الفزع الذي يصيبنا إذا نسينا هواتفنا المحمولة في المنزل. أو الوقت الذي نتصفح فيه الصحف على الحواسب الآلية وغيرها.
عدت بذاكرتي إلى الوقت الذي كان التواصل فيه يتم بين الأصدقاء بالمكاتبات الورقية، عبر خطابات ورسائل، باستخدام الورق وأقلام الحبر، إذ ذاك كان في الرسائل شيئا حميما وخاصا. تفيض الرسالة بالأشواق والعواطف القوية، ربما للإحساس الذي يتولد من التفكيرفي أن الرسالة موضوعة في مظروف أنيق، ستنتقل إلى صندوق البريد، ومنها إلى المطار لتنقل على طائرة، إلى بلد آخر، ثم تصل أخيرا إلى يد مستقبلها.
الآن، تصل الرسالة في ثوان معدودة مكتوبة ومنمقة بخط نمطي، ويمكن لقارئها أن يرسل رده أيضا في أقل من دقيقة. لذلك ربما فقدت الرسائل مهابتها وقيمتها العاطفية. أصبحت مستهلكة، لاهثة، عملية، مكررة، وغير مشحونة بأي عاطفة.
وربما أن الرسائل التي كانت موضوعا له أهميته فيما يتعلق بكونها تراث الكتاب الكبار، والذي تناولته الصحف والدراسات، سيكون مجالا مندثرا في المستقبل، لأن الرسائل، ستكون أغلبها محفوظة في البريد الإلكتروني، ولعل أحدا لن يستطيع أن يرى الرسائل أبدا حال وفاة الشخص.
وبالتالي فإن الكثير من الخصوصيات التي انتهكت، والمشاعر المسكوت عنها، والعلاقات السرية، والمفاجآت التي كانت الرسائل سببا في كشفها لن تتكرر في المستقبل، خاصة بعد ذيوع الكمبيوترات الشخصية في كل مكان.
ولعل هذا ما يدفع بعض الكتاب لتوسل الرسائل، مرة أخرى في الأدب، ليجعل منها موضوعا يستعيد به مهابة الرسائل، ومع ذلك، فمن يدري، فربما سيكون المستقبل ايضا قادرا على انتهاك خصوصية الرسائل الإلكترونية، والوصول للمسكوت عنه فيها، وعندها ربما تتفجر ظاهرة جديدة عنوانها الخطابات الإلكترونية تفضح الأسرار.

Friday, June 29, 2007

فضاءات


Align Centerمدن إبداعـــــــية

كتبت في هذه الزاوية، خلال صدورها لأول مرة، مقالا عن المدن الافتراضية في المستقبل، وفوجئت بأن المدن الافتراضية لم تعد مجرد خيال، وإنما أصبحت واقعا افتراضيا، يمكن لأي شخص أن يدخل إليه ويختار لنفسه اسما افتراضيا ويدخل ليمارس حياة افتراضية كاملة، وهي فكرة جديرة بالتأمل كما سنرى في الموضوع المنشور في هذه الصفحة.
لكني هنا لا أود التحدث عن العالم الافتراضي إلا من زاوية المدن الإبداعية، بمعنى أنني أستطيع أن أتصور أن مدينة مثل باريس هي مدينة إبداعية بامتياز، ليس لأنها تمتلك المقومات التي تجعل منها مكانا إبداعيا مثل المتاحف، ودورا لعرض والمسارح، والإصدارات الثقافية، وأماكن الترفيه، والمقاهي. لا ليس لهذا فقط، وإنما لأنها مدينة تحفز الإنتاج الإبداعي، لأن الثقافة جزء من هوية البلد، ولأن إنتاج الثقافة جزء مهم جدا من الإنتاج الاقتصادي في المجتمع. ولأن السياحة أيضا ترتكز على الثقافة في بلد مثل فرنسا، وبالتالي فهي تمتلك كل شروط المدينة الإبداعية، من الحرية التي يبدأ منها جذور الإبداع وصولا للتشريعات مرورا بالمناخ العام ودور النشر والجوائز والمعارض الدورية ..إلخ.
لكن هل يمكن اعتبار مدينة مثل القاهرة مدينة إبداعية؟ فكرت كثيرا، واكتشفت أننا إزاء حالة استثنائية، فالقاهرة للأسف، لم تعد مدينة إبداعية، لكنها كانت كذلك، ولو أنني قررت أن أبتكر مدينة القاهرة افتراضيا بالشكل الذي أتمنى أن تكون عليه لكي تكون مدينة إبداعية، لما احتجت للخيال بقدر احتياجي لإعادة تمثل قاهرة الأربعينات والخمسينات، بمسارحها، ودور النشر فيها، وزخم مبدعيها كتابة، وغناء وتأليفا وتلحينا وتمثيلا وفكرا، واستوديوهات السينما، والفتيات الجميلات اللائى مثلتهن "فاتن حمامة" بفستانها الذي يصل للركبة بلا أكمام، فلا تثير حسية من أي نوع، على عكس ما يشيع الآن من حالة حسية كامنة في الوجوه والعيون والأجساد، التي تختفي كثير منها تحت حجب عدة.
الشفافية والليبرالية اللتان ميزتا القاهرة في عز زخمها الإبداعي استبدلتا بالازدواجية وشيوع الكبت والمنع والمصادرة وثقافة التحريم. ترييف القاهرة حولها من الإبداع إلى النقيض. ومع ذلك فهناك بشائر، نتمنى أن تكون نسمات تعيد القاهرة لسابق عهدها، لا مجرد هبة خماسينية، لا نرجو بعدها أن نعيش إلا في نموذجها الافتراضي، نموذج الأحلام.

الهروب إلى الحياة البديلة



الهروب إلى "الحياة الافتراضية‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍
نعرف أننا نعيش الحياة الدنيا، وأن الموت تمهيد للحياة في الآخرة، لكن ماذا عن الحياة البديلة، أو الحياة الافتراضية، هذا المصطلح انتشر كثيرا على المستوى الذهني، لكنه تحول إلى حقيقة – افتراضية بطبيعة الحال- منذ استطاع أحد المصممين الشباب إنشاء هذا العالم الافتراضي على شبكة الانترنت لأول مرة قبل نحو ثلاثة أعوام، وفيما يلي تقرير نشره الموقع الإلكتروني للبي بي سي من خلال تجربة أحد المحررين في البحث عن هذا الواقع الافتراضي:
بداية .."الحياة الثانية" أو "السكند لايف" هي عالم افتراضي ثلاثي الأبعاد على الانترنت أطلقه فليب ليندن عام 2003 من مختبره في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، ويبلغ عدد سكانه 1.3 مليون نسمة وتنتعش به السياحة حيث يزوره سنويا حوالي 7 مليون سائح. والمشترك يبدأ حياته في "الحياة الثانية" بالتسجيل في خدمتها ليصبح أفاتار avatar وهي كلمة تعني بالهندية التجسد، وبعد التسجيل يصبح شخصية افتراضية يمكنه التفاعل والتعايش مع أمثاله بالصوت كما يمكنه ممارسة مختلف أنواع الأنشطة.
بعد أن أتممت التسجيل أصبحت في "الحياة الثانية" المواطن ويلي بومونت Welly Beaumont وقد حرصت في اختيار الاسم أن تكون حروفه الأولى مماثلة للحروف الأولى من إسمي الحقيقي، كما اخترت شكلا لرجل يبدو شارد اللب مندهشا ومن ثم فانه يشبهني إلى حد كبير.
لم تكن بدايتي سهلة في الحياة الثانية فقد كان علي تعلم المشي والحركة.. تماما كالطفل الصغير وبعد الكثير من الصعوبة والتعثر أمكنني ذلك. ثم تعلمت الطيران وحلقت فوق أسوار "الحياة الثانية" شاقا طريقي داخل هذا العالم الجديد.
بدأت جولتي في المكان بالملابس التي تفضل بها الموقع علي، وهي في الواقع ملابس رثة أشبه بالملابس الداخلية وقد جعلت هيأتي أقرب إلى المتسول، ولكن ما العمل حيث لم أستطع لأسباب تقنية ارتداء الملابس المجانية المتاحة، كما لم أقدر لأسباب اقتصادية على شراء ملابس جديدة.
ظللت أسير وأحلق لساعات بغير هدى بين المروج الخضراء والصحاري والجبال وتحت الماء، انطلقت إلى أماكن رومانسية خلابة في العديد من البلدان الافتراضية كايطاليا واليابان.
بحثت عن زملاء المهنة حيث أن لوكالة رويترز للأنباء مكتبا كبيرا هناك، فقمت بزيارة مبنى الوكالة الفاخر (الافتراضي طبعا) واستعرضت بعض الأنباء.
بهرتني المراكز التجارية حيث أن لكبريات الشركات العالمية فروعا في هذا العالم الذي تجاوز الخط الرفيع بين الحقيقي والافتراضي فيما يتعلق بالاقتصاد. واصلت رحلتي حيث زرت مسجدا ومعبدا يهوديا وكنائس مسيحية..
وبعد قضاء نحو الساعة في رحاب الرب إرتأيت قضاء ساعة أخرى للقلب فطرت إلى منتجع دهب المصري الافتراضي وإلى بلاد المغرب الافتراضية.
أردت زيارة أحد النوادي الليلة لألتقي بالشباب في هذا الموقع ولكنني وجدت نفسي في ناد من نوع آخر، ومن باب الفضول الصحفي قررت إلقاء نظرة على ما يحدث هناك.
شاهدت ما يشيب له شعر الوليد..
ارتمت حسناء افتراضية أمامي على طاولة بلياردو كما ولدتها أمها (الافتراضية طبعا)، تذكرت زوجتي، وهي بالمناسبة حقيقية وليست افتراضية، كما تذكرت أمرا آخر وهو أنني لا أعرف في هذا العالم سوى المشي والطيران فطرت وأنا اسأل نفسي .. هل يوجد في العالم الافتراضي علاج لهذه الحالة؟ حينئذ خيل لي أنني رايت نظرة ساخرة في عيني ويلي .. يا له من خبيث.
وتتمتع الحياة الثانية باقتصاد قوي و270 دولارا من عملتها الافتراضية "ليندن دولار" تساوي دولارا أمريكيا واحدا. وكان الناتج القومي للحياة الثانية قد بلغ عام 2006 حوالي 64 مليون دولار أمريكي. وهناك العديد من كبريات الشركات العالمية تمارس نشاطها في الحياة الثانية مثل آي بي ام، وتويوتا، وكوكاكولا، وسوني، وأديداس وغيرها. وتزدهر السياحة هناك لذلك أنشأت شركة "ستار وود" للفنادق نسخة افتراضية من سلسلة فنادق لوفت التي تعتزم افتتاحها عام 2008.
وإلى جانب رويترز، كانت بي بي سي من المؤسسات الاعلامية التي أبدت اهتماما بالحياة الثانية فنظمت مهرجانا موسيقيا هناك حضره نحو 200 ألف شخص.
كما بثت بي بي سي إحدى حلقات "برنامج المال" في دار سينما ريفرس ران ريد في الحياة الثانية في نفس وقت عرضه على قناة بي بي سي الثانية. وهناك أيضا قناة سكاي نيوز وهي لها جزيرتها الافتراضية المطابقة تماما لمواصفات الاستوديو الخاص بها في الواقع.
واصلت تجولي في الحياة الثانية وتعرفت في أحد النوادي الليلية على ليندا أول من يعرض علي المساعدة في "الغربة".. علمتني الجلوس وتحريك يدي وعرضت علي النوم في بيتها بدلا من الأرصفة الافتراضية كما عرضت تعليمي كيفية تناول الطعام والشراب وكل شئ.
بعد أن تحمست لهذه الدعوة الكريمة فتر حماسي بعد أن علمت من ليندا طبيعة عملها في الحياة الثانية.. إنها تمتهن "البغاء الافتراضي" وبررت ذلك بأنها بحاجة للأموال كي تعيش..
أمرت ويلي بأن يعتذر لها عن قبول الدعوة، فهيئ لي أنني لمحت خيبة أمل في عينيه.. آه منك أيها اللعين ويلي. اعتذر ويلي مكرها وطار..
أرسلته مرة أخرى إلى المسجد والمعبد والكنائس لعله يتعظ ويتذكر آخرته الافتراضية بعد أن أغوته الحياة الافتراضية. وبعد زيارة بيوت الله، ارتأيت أن أرفه عن "ويلي" قليلا فطار إلى أحد الشواطئ حيث تعرف على الفتاة ميرا وأخذا يرقصان.. تساؤلات
بحثت عن الوجود العربي في هذا العالم فوجدت عددا من مواطنيه من أصول عربية أو بمعنى أدق ينتمون إلى العالم العربي في الحياة الواقعية. ومن بين هؤلاء السكان المواطن الافتراضي ميم بيك mem beck الذي يحمل في العالم الحقيقي إسم عزت القمحاوي الصحفي في جريدة الأخبار المصرية ويقول "إن فكرة وجود موقع على الانترنت يعرض حياة بديلة للحياة الواقعية كانت فكرة مدهشة بالنسبة لي، فدخلت الموقع".
ولكن لماذا يهجر الانسان حياته الواقعية إلى مثل هذه الحياة الافتراضية؟ يجيب عن هذا السؤال الدكتور أحمد البحيري استشاري الطب النفسي ومدير مستشفى العباسية للأمراض النفسية في مصر قائلا" إن التخيل كان دائما يحتل مكانا بارزا في حياة الانسان وهو أساس تطور الانسان فكل ما تم إنجازه كان يرتكن أصلا إلى الخيال ولكن الاغراق فيه أمر سلبي".
وتقول التقارير إن سكان الحياة الثانية يقضون ما بين 4 و10 ساعات يوميا في هذا العالم الافتراضي، وعن ذلك يقول الدكتور كمال عمران

رئيس قسم الاجتماع بجامعة دمشق "إنها ظاهرة هروب من الحياة الحقيقية إلى حياة متخيلة بسبب عدم التكيف مع الواقع

المدونة 30 يونية 2007.

فن العمارة السائلة



‍‍‍

ألعاب الفيديو..فن العمارة السائلة
تمثل الألعاب فنا مثيرا جديدا يتناسب مع العصر الرقمي مثلما كان الإعلام القديم ملائما لعصر الآلة. فهي منفتحة على خبرات جمالية جديدة وتحول شاشة الكمبيوتر إلى ساحة للتجريب والابتكار ذات جمهور عريض.

هذه المقولة لهنري جنكنز ربما تحثنا على عقد مقارنة بين جيل قديم كان يتجمع للعب "البنج بونج"، وكرة القدم، إلى جيل جديد، يختلي بنفسه إلى شاشة الكمبيوتر، ليحرك بذهنه عالما افتراضيا. لكن بقواعد جديدة. صحيح أن كلا الجيلين مارسا الأمر وفقا لمنطق اللعب، لكن الفرق شاسع من حيث أن لاعب "البنج بونج" القديم، أمام طاولة اللعب، يراكم مهارته، وخبرته في هذا المجال فقط، ويحشد ذكاءه للتجويد، ولرفع مستوى مهارته، وإيجاد الوسائل التي يمكن بها أن يراوغ خصمه بأقل مجهود، أما اللاعب في التقنية الحديثة الرقمية، فأمامه عالم غير محدود ، ليس فقط من احتمالات اللعب، وإنما من أنواع اللعب أيضا.

فكما يقول جنكنز- مدير برنامج دراسات الإعلام المقارن بمعهد ماساسوشتس للتكنولوجيا-: يمكن تشبيه ما فعلته الألعاب في الكمبيوتر الشخصي بما فعلت ناسا بالكمبيوتر المتعدد الأغراض والمهام: أداة لدفع الابتكار والتجريب قدما.

لكن ما يهتم جنكنز بمناقشته أن الألعاب لم تعد مجرد لعبة، وإنما فنا قائما بذاته، لأنه أصبح يشبه في تصميمه وابتكاره القواعد اللازمة لإنتاج أي فن جديد، مثل الخيال، والتصميم، وخلق عالم فني موازي للواقع، أو يسبقه بالخيال. والألعاب بهذا المعنى هي سردية تفاعلية جديدة تفوق ألوانا أخرى من الإبداع من حيث الاستكشاف والإحساس بالمرح والعجب.
فمن بين توصيفات الفن ووفقا لهال باروود : "الفن هو ما ينجزه الناس عندما لا يعرفون تماما ماذا يفعلون، وعندما تنمحي خطوط تحديد الطريق، وعندما يكون التعبير غامضا، وعندما يكون نتاج عملهم جديدا ومتفردا".
في كتاب "الصناعات الإبداعية" الذي حرره جون هارتلي، وترجمه للعربية بدر الرفاعي، وصدر عن سلسلة عالم المعرفة، يناقش هنري جنكنز ويقدم قراءة جديدة لواحد من أهم الجهود إثارة للنقاش حول الجدارة الجمالية للثقافة الشعبية وهو كتاب (7 فنون حية) من تأليف جيلبرت سيلدز، الذي صدر عام 1924، لكن الكاتب يقدم هذا الجهد بتطبيقه على مجال الألعاب الافتراضية كمجال جديد.

منذ البداية كانت الألعاب قادرة على انطباعات انفعالية قوية – يقول جنكنز- ويضيف: أن النسخ الأولى من لعبة باك مان أو أسترويدز كان من الممكن أن تثير مشاعر توتر قوية أو جنون الارتياب. وتمثل أعمال شيجيرو مياجاوا مشاهد تخييلية، تضارع في فرط حيويتها وذكائها مسلسلات " كويزي" كات الكارتونية، أو كوميديات مات سينيت التي تحظى بإعجاب سيلدز.

وللفن العظيم والحي عدو مشترك واحد هو: "الفنون الزائفة" والفنون المتواضعة المردود، التي تهدف إلى إحلال "تـنقية التــقنية" محل "تنقية الذوق"، والانفصال في هذا السياق عن الثقافة المحيطة بها. وهو يحذر من أن الفنون الشعبية تَعدْ عادة بما لا تستطيع الوفاء به؛ وتستوجب شروطها التجارية عدم الإشباع الكامل وجعلنا تواقين إلى المزيد من الاستهلاك، لكنها لا "تخرب" الانفعالات في مخاطبتها بصورة مباشرة. على أن الثقافة المتواضعة المردود تغرينا عادة بخيالات التحسن الاجتماعي والثقافي على حساب الجدة والابتكار. ويسعى سيلدز إلى نشر صدمة قيم الثقافة الشعبية المعاصرة لهذه الفكرة المتأصلة عن الفنون، وفرض إعادة النظر في العلاقة بين الفن والحياة اليومية.


السؤال الذي يريد أن يطرحه جنكنز هنا هو هل يمكن أن تنضج الألعاب لتصبح شخصياتها المرسومة تضاهي شخصيات السينما، الواقعية أو الكارتونية، من حيث قدرتها على التأثير على انفعالات المتلقي، بمعنى أن يحب أحد اللاعبين شخصية محاربة في اللعبة بقدر حبه لشخصية مثيلة تؤدي دورها أنجلينا جولي في السينما مثلا؟ أو أن يبكي اللاعبون لموت شخصية من شخصيات اللعبة كما يتأثرون عند مشاهدة فيلم مثل"تايتانك".
من الواضح أن التصميمات الراهنة لم تصل بعد إلى الإمكانات التي يمكن أن تحقق هذا التأثير، لأن فنية الألعاب لا تتحقق من استنساخ المشاعر.

لكن هناك جدل واسع بين المصممين ودارسي الألعاب ومن يسمون بالسرديين ومصممي اللعبة الصرف، إذ يرى البعض أن الاستفادة بتطبيقات هوليود السردية سيؤثر على جوهر مفهوم اللعبة سلبا، وهنا يوضح ستيفن بول الفكرة بقوله:" لا تثير اللعبة الجميلة الإعجاب مثل الفنون الجميلة، إلا بطريقة مفعمة بالحيوية على نحو متفرد. ولأن لعبة الفيديو يجب أن تتحرك، فليس بإمكانها الاحتفاظ بالتوازن الدقيق للتكوين الذي ينال تقديرنا في الرسم؛ ولأنها من ناحية أخرى ، يمكن أن تتحرك، فهي وسيلة لمعاينة العمارة، بل وخلقها ، بطريقة لا تضارعها فيها الصور الفوتوغرافية والرسوم. وإذا كانت العمارة موسيقى مجمدة، فإن لعبة الفيديو عمارة سائلة".
المقال يهدف في النهاية لبيان أن الوعي والنضج لازم، حتى في تصميم الألعاب، لأنها ستصبح فنا شعبيا شعبية كبيرة وبالتالي مؤثرة، وأن هذا النضج يستلزم تحقيقه بتيارات نقدية جديدة لنقد مضمون وتقنيات الألعاب. طبعا هذا لا يخصنا عربيا، فنحن مستهلكون، فقط، وليس لدينا نقاد في مجالات الفنون الأساسية فما بالكم بالألعاب الإلكترونية؟‍‍‍‍؟
نشرت في المدونة 30 يونية 2007

Saturday, June 23, 2007



صناعة الدهشة‍‍



بالرغم من تتبعي لكثير من الصحف اليومية والمواقع الخبرية العربية والأجنبية إضافة إلى قنوات الفضائيات التي أصبحت متابعتها مثل الإدمان من فرط الأحداث الرهيبة التي تدور في عامنا يوميا، إلا أن المدونات، وخاصة المكتوبة باللغة الإنجليزية قادرة على إدهاشي. الكثير من المدونات يتضمن أخبارا لا تتابعها الصحافة العربية، وبعضها يتضمن تحليلات وتعليقات على أحداث لا تهم إلا المواطن الأمريكي، أو المواطن الغربي عموما، ومع ذلك فلها أهميتها بالتأكيد للقارئ العربي لأن المؤكد أن ما يحدث في أي بقعة من العالم الآن يؤثر كثيرا على أطراف أخرى.
من بين ما أدهشني هو بعض المدونات المشغولة بالرقص، ليس فقط لأنها تقدم نقدا رفيعا لأنواع مختلفة من فنون الرقص وإنما لأنها تلقي الضوء على بعض الظواهر اللافتة والفريدة وبينها قصة الفتاة ليزا بوفانو التي فقدت أطرافها الأربعة إثر مرض عضال أصابها وهي في الثانية من عمرها، لكنها مع ذلك لم تيأس، وقررت أن تصبح راقصة تبدو لكل من يشاهدها طبيعية.

ليس ذلك فقط، بل إنها استطاعت أن تنال جائزة دولية في الرقص تمنح للراقصات المبتكرات ذوات الأداء الراقي، وهو ما تناولته في واحد من الموضوعات في هذه الصفحة.
تقدم ليزا بوفانو بإنجازها هذا نموذجا رفيعا في الإرادة والتحدي، والإقبال على الحياة. وتؤكد عمليا أن الكثير ممن يعتبرون أنفسهم أصحاء هم ، ربما المعوقون. معوقون بفقدان الثقة في النفس، ومعوقون في نقص الخبرة والتدريب اللازم لأي نجاح، وبفقدان الأمل. ولعل في هذا الخبر، أو الخبرة، رسالة ما لمجتمعاتنا العربية التي فقدت الأمل، أو كادت.
أما الموضوع الثاني فهو يخص رجلا تخصص في ممارسة الرقص الشرقي، وتدرب على يد عدد من الراقصات المحترفات في الولايات المتحدة، وهذا عندي يدخل في منطقة الدهشة، فليس من المتخيل أن يتمتع الرجل بالقدرة على الرقص الشرقي لأسباب عديدة منها ارتباط هذا الفن بجسد الراقصات، لكن ربما يعود ذلك إلى أن مفهوم الرقص الشرقي كما تقدمه الراقصات الغربيات بلا عاطفية أو وجدانية، وبأداء به الكثير من النشاز هو الذي تسبب في اقتناع ذلك الرجل بالفكرة. ربما. لكن اللافت هو أن المدونات بالفعل، ورغم العدد اللانهائي من وسائل الإعلام في أرجاء العالم ما زالت قادرة على أن تبث فينا الدهشة ربما لتؤكد لنا أيضا أننا نعيش زمن العجائب.

إبراهيم فرغلي


مدونات تعشق الرقص


"من يمر عليه يوم دون أن يرقص فهو لم يعش ذلك اليوم" .. لست صاحب هذه المقولة لكنني رأيتها في صدارة إحدى المدونات الأمريكية وعنوانها " راقصة سامبا بحيرة البجع". صاحبة المدونة تدعى تونيا بلانك، لكنها، ليست راقصة فقط ، وإنما كاتبة أيضا، ولها عمل روائي منشور، إلا أنها مغرمة بالرقص، وتتناوله في مدونتها كثيرا، كما تتابع بالتدوين والتصوير بعض مسابقات الرقص الأمريكية، لكنها مولعة بالرقص اللاتيني، وبينها رقصة السامبا خصوصا. إلا أن تدويناتها تتمتع بأسلوب لغوي جيد، وبنوع من العمق بالإضافة إلى خبراتها التي تلقي الضوء على مجتمع المؤلفين الأمريكيين، خاصة أولئك الذين غيروا مسارات حياتهم من أجل الكتابة.
فهي مثلا تحكي في واحدة من تدويناتها عن زيارتها المعتادة إلى" مقهى شارع كارنوليا"، هذا المقهى يعرف بأنه يخصص مساحة واسعة لا يدخلها إلا أعضاء مشتركون فيما يسمى بغرفة قراءات الكتاب. وهو المكان الذي يقدم فيه هؤلاء الكتاب أيضا أمسيات للجمهور يقرأون فيها من أعمالهم وفقا للتقليد السائد في أنحاء أوروبا وأمريكا.
كانت القراءة في ذلك اليوم للكاتبة سوزان بوتنوايسر الحاصلة على إحدى الجوائز الأدبية الأمريكية، ولارا تروبر التي كانت مغنية في البارات ثم كتبت رواية أحدثت لها شهرة وهي رواية الليالي الألف وواحدة، وسيجني هيومر التي نشرت سيرتها الذاتية، وكان فيها ما دفع صاحبة المدونة لحضور تلك القراءة.
سنفهم من التدوينة لاحقا ان سيجني هي راقصة في إحدى فرق الرقص، وتحكي عن تفاصيل علاقتها بالرقص والفريق الذي التحقت به والصعوبات التي واجهتها، ثم تتوقف المدونة لتقارن بين تأثير القراءة عن الرقص كما سمعته في تلك الليلة وبين القراءة الخاصة التي يقوم بها أي شخص وهو مسترخ على الأريكة، وبين تأثير مشاهدة الرقص نفسه. وكيف أن القراءة الخاصة قد يكون لها تأثير أكبر، وغيرها من الملاحظات الدقيقة عن القراءة والرقص.
وقد دفعتني هذه المدونة لتتبع المدونات المهتمة بالرقص، واكتشفت أن هناك بالفعل عددا من المدونات المهتمة بالرقص، بكل أنواعه، بعض المدونات لهواة رقص يتحدثون عن مفهومهم عن الرقص كوسيلة للتعبير الحركي، وتفاصيل التدريبات التي يقومون بها، والبعض يقدم أخبارا عن العروض الراقصة، خاصة فيما يعرف بالرقص الحديث، بينما كانت هناك مدونتان استوقفاني كثيرا، المدونة الأولى لراقص رجل يهوى الرقص الشرقي، وهذا أيضا هو نفس عنوان مدونته، الرجل يبدو من اسمه أن له أصول شرقية، فهو يدعى شاريف، لكن ملامحه أجنبية. هذا الرجل مهووس بالرقص الشرقي، ليس كمتفرج، وإنما كمؤدي، ويشير في المدونة إلى ذلك، وإلى دروس الرقص الشرقي التي تعلمها على بعض أشهر الراقصات المتخصصات الأمريكيات في الرقص الشرقي، وتتضمن مدونته العديد من الراقصات، وصور له أيضا وهو يضع يرقص في حفلات للرقص الشرقي، وفي أثناء التدريبات، وهو يرتدي صديري أسود قصير، وسروال ملون يشبه ما ترتديه الراقصات في فرق الفنون الشعبية، أو كما يشيع في زي الجواري كما تصوره الدراما العربية.
ولم أستطع أن أفهم الرجل في الحقيقة، لأن الرقص الشرقي يعتمد على إحساس الأنثى بجسدها، ويجعلها تعبر عن نفسها، ولهذا ربما ارتبط في الذهن العربي بنوع من الحسية، وبأنوثة الراقصة، وبالإحساس بالإيقاع الذي يجعل أي عربي يدرك من مدى ليونة الحركة إذا ما كانت الراقصة عربية أم غربية.
أما المدونة التي أثرت في كثيرا فعنوانها هو أعظم الرقصات، وعنوانها الإلكتروني هو: http://greatdance.com/danceblog/

وهي مدونة متخصصة في الكتابة عن العروض الراقصة الحديثة، بالكتابة وبالعروض الحية حيث توجد عادة لقطات متحركة من العروض وبينها عرض بعنوان" خمسة أفواه مفتوحة" تقوم ببطولته راقصة تسمى ليزا بوفانو بمفردها، لكن المدهش أن تلك الفتاة معوقة إعاقة مزدوجة، نعم، بلا قدمين وبلا كفين، ومع ذلك فهي راقصة من طراز رفيع حققت برقصاتها جائزة عالمية في نيويورك مؤخرا.
ليزا بوفانو كانت في الثانية من عمرها فقط عندما أصيب جسدها ببكتيريا خطيرة تسببت في تعطيل وصول الدم إلى أطرافها مما استدعى بترها، لكنها رغم ذلك لم تفقد دافعها للحياة، ولا ثقتها بنفسها، وقررت أن تصبح راقصة. وهي تستخدم أطرافا صناعية مخصصة للرقص، وتخلها ف] أثناء الرقص، لتؤدي حركات على الأرض، لا تسمح لمن يشاهدها أن يدرك أنها بلا كفين، أو قدمين. فهي تؤكد أنها تريد أن تشاهد أثناء الرقص جذابة وجميلة مثل أي راقصة أخرى، وبالنسبة لها فإن الرقص محاولة لتأكيد أنها طبيعية مثل أي إنسان آخر وهذا هو نفس مفهوم العرض الذي قدمته أخيرا، والذي يشير عنوانه" خمسة أفواه مفتوحة" إلى أصابعها الخمسة المبتورة.
وهكذا تعلمنا ليزا بوفانو برقصاتها وإبداعها ما قد لا ندركه في دهر من الزمن أو الخبرة، تماما كما تفعل بعض المدونات.

لصــوص النـــــــار





في صحبة لصوص النار
رحلة ممتعة في عقل وروح 13 كاتبا عالميا


لا يسع أي صحفي ثقافي غيور على مهنته إلا أن يشعر بالغيرة من جراء قراءة كتاب مثل "في صحبة لصوص النار" لجمانة حداد، فالكتاب يضم حوارات مع 13 كاتبا من ألمع كتاب العالم، يمثل كلا منهم مشروعا أدبيا قائما بذاته، وبعضهم من حائزي جائزة نوبل، وهم جميعا قامات أدبية لها حسابها في خارطة الفكر والإبداع العالمي المعاصرة، والمؤكد أن أي صحفي معني بالثقافة والأدب لديه الطموح لأن يحاور مثل هؤلاء الكتاب، وهو ما سعت وبادرت إليه جمانة حداد وحققته باقتدار. أما القارئ الذي لا تعنيه كثيرا غيرة الصحفيين وتفاصيل مهنتهم فلا يعنيه سوى المتعة، وهي المشترك الأساسي لكل من يقرأ هذا الكتاب.

يضم الكتاب حوارات مع كل من "إمبرتو أيكو"، "جوزيه ساراماجو"، " أيف بونفوا"، "بول أوستر"، "باولو كوليو"، "بيتر هاندكه"، "ماريو فارياس يوسا"، "ألفريده يلنك"، "أنطونيو تابوكي"، "الطاهر بن جلون"، "مانويل فاسكيث مونتالبان"، "نديم جورسيل"، "ريتا دوف".

تحكي حداد قبل كل حوار قصة الحوار، كيف بدأت محاولاتها الدؤوبة في الاتصال بالشخص، وكيف سارت الأمور، سفرا إلى باريس، أو إلى إيطاليا، أو ألمانيا، وأحيانا، إلى صدف نادرة مثل اتصالها المستمر بأنطونيو تابوكي، ثم اتصالها به في باريس خلال تواجدها هناك، لتجده قد ألغى رحلة بالصدفة وعاد إلى بيته الباريسي حيث التقته وأجرت الحوار.
أما الحوارات نفسها فتعكس معرفة المحاورة الجيدة بأدب كل من الكتاب الذين خططت للقائهم، وبالكثير من المعلومات عن إنجازاتهم، وأهم مراحل حياتهم، مما يعطي عمقا للأسئلة المطروحة، والأهم هو طابع الندية في الحوار، فالمحاورة هنا ليست مجرد صحفية لديها قائمة أسئلة تقوم بتسجيل الإجابات على جهاز التسجيل الذي يخصها، وإنما مثقفة لها أفكارها الخاصة ورؤاها، ومداخلاتها التي تضع القارئ في كل حوار أمام كاتبين وليس كاتبا واحدا، وهي بهذا تقدم نموذجا للحوار الصحفي ليس بوصفه حوارا ترويجيا يبتغي الحصول على أجوبة تعليمية أو وعظية، وإنما حوار معرفي ينطلق من العلاقة الثقافية الندية بين السائل والمجيب.
الحوار في هذا الكتاب سفر كما تقول جمانة حداد:" زيارة تقوم بها إلى عقل الآخر وقلمه وروحه وحياته ومزاجه، وربما مكبوتاته ولاوعيه. تجوال في أمكنة، وترحال داخل أشخاص و"شخصيات". بازل ملون، مؤلف من مدن ومواهب وطبائع متباينة، تجمع نيويورك بلندن، الشاعر بالروائي بالمفكر، الانطوائي بالاستعراضي بالبين بين، والمبدأ بنقيضه أو بجسر الوصول إليه. هكذا قدم لي الكتاب الذين حاورتهم، بطريقة غير مباشرة، هدايا نادرة. فصحيح أني جلت العالم برفقتهم من أسبانيا إلى ألمانيا، ومن البرتغال إلى كولومبيا، وهلم، لكن يظل الأهم والأثمن أنهم سمحوا لي أن أطوف في اشد العوالم تشويقا وإثارة وغنى: عالم فكرهم المتنوع".

والحوارات لا تكتفي بالعميق الملتبس، أو بالأفكار الأدبية والسياسية فقط، وإنما تتحيز للإنساني أيضا، وتكشف الكثير من الجوانب الشخصية للكتاب، ليس ادعاء المعرفة عما لا يعرفه الآخرون وإنما مما تنقله المحاورة من تفاصيل تمر عبر الحوار، فهي مثلا في حوارها مع الكاتب البيروفي المبدع يوسا تقول:" قريب يوسا، ودود ومحب، كأنه لفرط دفئه وحنانه وبساطته، ذلك العم البعيد الذي هاجر إلى أميركا اللاتينية عندما كنا أطفالا، وعدنا لنلتقي به الآن. يتمتع بحس فكاهة رائع، ولكم ضحكت عندما شرعت في عملية تفريغ الحوار على الورق، ورحت أستمع إلى رنين قهقهاتنا في الشريط كل خمس دقائق(..) يتكلم يوسا بصوت عال جدا ، كخطيب على منبر، وبالطريقة نفسها يتحدث في أسرار الأدب وفي احتمالات القهوة: " هل تريدين السكر أو الحليب مع فنجانك؟" سألني فجأة في منتصف لقائنا، بين جملتين في موضوع الإيروتيكية، وذلك من دون أي تغيير في النبرة، حد أنني ظننت لوهلة أن استفهام روحه المضيافة هو جزء "سوريالي" من جوابه عن دور الجنس في الآداب والفنون".
كما تقدم أوصافا عابرة ودقيقة عن أماكن اللقاء والانطباعات الأولى عن الشخصيات ، مثل غرفة مكتب إيكو بالمدرسة العليا للعلوم الإنسانية بإيطاليا، والتي تصفها ب"مغارة على بابا بنسختها الإيطالية الحديثة، ومن بين ما تصف به إيكو نفسه البراجماتية والحرص الشديد على الوقت، وتصف الفوضى في المكان ثم تضيف:" ودعونا لا ننسى المنفضة الطافحة بأعقاب السجائر. فالأستاذ العزيز، والخطيب البليغ إذ يتلمظ الكلمات إذ يتفوه بها لم يكف عن التدخين لحظة واحدة طوال مدة اللقاء".
وعن بول أوستر تقول:" رجل كثير الدفء كثير المرح كثير الموهبة كثير الخفر هو بول أوستر: كنت حدست ذلك منذ لقائنا "القرائي"، ثم "الصوتي"، وترسخ الشعور عندما تعارفنا." الكتاب هو المكان الوحيد في العالم الذي يستطيع فيه غريبان كاملان أن يلتقيا بحميمية كاملة" يقول هذا الروائي الكبير. صحيح، لكنه لا يعادل لذة اللقاء بك وجها لوجه يا ساحر نيويورك".
اما الأفكار التي يتضمنها الكتاب فهي بمثابة شحنة معرفية موسوعية موضوعها المعلن الأدب بينما تتراوح بين الشعر والحداثة والنص التفاعلي إلى الكتابة الشبقية ومنها إلى السياسة والالتزام، وجماهيرية الكاتب، والدين والتصوف والنسوية وغيرها وغيرها مما يجعل من أي قراءة غير مباشرة للكتاب مبتسرة وفاقدة للكثير من الحيوية والدقة والمتعة التي يتضمنها جميعا هذا الكتاب الصادر عن دار النهار، إضافة إلى طبعة أخرى عن دار"أزمنة" يتم توزيعها في العالم العربي.


إختلاف



ثقافة مختلفة

للوهلة الأولى قد تبدو هذه الصفحة مخصصة للإنترنت، والمدونات، وهذا في الحقيقة جزء من اهتمامها، لكنها ليست صفحة متخصصة في التكنولوجيا أو التقنية الرقمية، بقدر ما أنها صفحة ثقافية تتكئ على الوسائط الافتراضية الحديثة؛ لتوسيع دائرة المعرفة من جهة، وإشاعة ثقافة الحوار من جهة أخرى.
هذه الصفحة تحاول أن تتخذ من ظاهرة البلوجز ومن شبكة الإنترنت ذريعة لسياحة غير محدودة في عوالم غير مطروقة كثيرا في الإعلام المصري، والثقافي منه على نحو خاص.
وربما لهذا السبب اخترت أن أتعرض في هذه الصفحة لعدد من "الكتب الحوارية" التي صدرت أخيرا وتضم حوارات مع كبار الكتاب العالميين، أحد هذه الكتب كنت قد أشرت إليه وهو "في صحبة لصوص النار" للشاعرة والصحافية الزميلة جمانة حداد، أما الكتب الأخرى فهي " مكان تغمره الخصوصية" ترجمة وتقديم محمد هاشم عبد السلام، " في ضيافة هنري ميللر" لباسكال فريبوي وترجمة سعيد بوكرامي، " حرائق السؤال" من ترجمة محمد صوف.
تشترك هذه الكتب جميعا في أنها تجمع حوارات مع ألمع كتاب العالم، لكن، من بينها ، يتميز كتاب جمانة حداد بصفته الكتاب العربي الوحيد الذي حقق هذه الحوارات الذكية، والانفرادية، مع تلك الكوكبة من المبدعين من كتاب العالم في الغرب، أجرتها جمانة بلغة كل كاتب والتي تراوحت بين الفرنسية والإنجليزية والأسبانية والإيطالية والألمانية التي تتقنها جميعا جمانة ، وهو ما يمنحها سمة التفرد إضافة إلى مزايا أخرى أشرت إليها في الموضوع.
أهمية هذه الحوارات أنها مع كتاب لهم أعمال مؤثرة في جمهور عريض، هذا الجمهور لا يتاح له معرفة هؤلاء الكتاب عن قرب لأسباب ذكرتها في هذه الزاوية سابقا أهمها نجومية هؤلاء الكتاب وتعففهم عن الإعلام، وصعوبة الوصول إليهم من الأساس. وبالتالي فهذه الكتب تقدم فرصا استثنائية للاقتراب من أرواح الكتاب، والتعرف على عوالمهم الباطنية والداخلية العميقة، وأيضا الاقتراب من الجوانب الخاصة والخفية من شخصياتهم مما يجعل منها جميعا رحلات لأرواح استثنائية ..وتجميعا لثقافات متباعدة ومتشابكة في نفس الوقت لتقدم فيضا من ثقافة كونية نحن في أمس الحاجة إليها اليوم، الآن وهنا على نحو خاص.
إبراهيم فرغلي

الإثارة الإلكترونية




الإثارة الإلكترونية بين مونرو وموس





لفت انتباهي وأنا أطالع موضوعا عن غرف الكتاب نشرته صحيفة الجارديان قبل نحو أسبوعين أن الكاتب البريطاني حنيف قريشي أشار في وصفه للغرفة إلى صورة مثيرة ل"كيت موس"، وتصورت، في البداية، أنها مطربة بوب بريطانية، لكني بالصدفة كنت أتابع أحد المواقع الإخبارية وعرفت أنها موديل وعارضة أزياء من أشهر عارضات أوروبا وبريطانيا على نحو خاص، وأنها شاركت أيضا في تصوير مجموعة من الفيديو كليب الخاصة بأشهر نجوم الغناء وبينهم "السير إلتون جون"، كما أنها تصدرت بصورها أغلفة 300 مجلة من أشهر المجلات الفنية والمختصة بالأزياء في العالم.
وهي ايضا من أكثر الشخصيات الشهيرة تعاونا ومشاركة في المشروعات الخيرية، بالجهد والتمويل. واخيرا هي الآن أشهر مصممة أزياء بريطانية، وقد أثار افتتاح معرضها الأخير لأحدث تصميماتها ختناقات مرورية بسبب اصطفاف الجمهور في طابور طويل لمشاهدة العرض.
كنت في الأثناء أتساءل عن سر اهتمام كاتب مثل قريشي بصورة موس، وأنا أعود بذاكرتي إلى بعض الصور الشهوانية لمطربة البوب مادونا خلال فترة المراهقة لعدد من أصدقائي وفي غرفتي. وتبينت أننا الجيل الذي كان يبحث عن صورة عصرية لأيقونة الجيل السابق علينا ممثلا في مارلين مونرو، التي تربعت على العرش بلا منافس.
قارنت بين صورة موس ومونرو وتبينت أولا أن البريطانيين ينحازون إلى أيقونات من ثقافتهم، ويتجنبون الأيقونات الأمريكية، كما أن الذوق الآن يميل لتفضيل النحافة كرمز للأنوثة مقارنة بالجسد اللين الشائع في الستينات، والذي جسدته مونرو على القمة.

وهذا كله يمكن تفهمه بلا جهد، لكن اللافت أن نظرة عيني موس تخلو من ذلك المزيج الفاتن من الذكاء المختلط بالإغواء، ومن بريق الفتنة التي لا يمكن أن تغفل أن هذا الجمال يسيطر عليه عقل جميل.
وهو ما تأكد لي عندما طالعت الموقع الخاص بمارلين مونرو الذي تتصدره مقولة لها تقول فيها:" هوليود هي مكان يدفعون لك فيه ألف دولار من أجل قبلة، و50 سنتا فقط من أجل روحك" . لهذا ففي تأملي لصور مونرو كنت ارى في ابتسامتها المغوية استخفافا خفيا لا تستطيع إخفاءه وهي تحدق لعين مصورها عبر عدسة الكاميرا، بينما موس لا تهتم إلا بالصورة كنموذج، وكتشكيل مالي، يخلو من وهج الروح الذي اتسمت به صور مونرو اتي "تطل فيها علينا بنظرات تبدو كأنها تحاول أن تنفذ لروح من يشاهدونها. ولعل هذا ما جعلها أكثر امرأة وقفت أمام عدسات الكاميرا في التاريخ المعاصر، وأيقونة الإغواء للقرن العشرين، لكن ذلك لم تصنعه مواصفات جسدية وملامح فاتنة فقط، وإنما عقل جميل، توجهه روح أخفت مشاكلها النفسية والعاطفية المعقدة وبؤسه طفولتها أمام العدسات واحتفظت بها لنفسها ولطبيبها النفسي حتى أفلت في ذروة شبابها.

إبراهيم فرغلي

نشرت في المدونة في 9 يونية 2007

مونرو الروح أم الجســـــــــد؟




مونرو..الروح أم الجسد؟
أصبحت المواقع الإلكترونية على الإنترنت بمثابة أرشيف موثق للكثير من الأحداث، ولكثير من الشخصيات، التاريخية والسياسية والأدبية والفنية وغيرها. وعلى ذكر الشخصيات الفنية فعلى تعدد الشخصيات التي تحظى مواقعها بأعداد كبيرة جدا من المتصفحين، فمن بين هذه الفئة،خاصة الفنانات اللائي يتمتعن بالجاذبية والإثارة، تظل نجمة الإثارة الراحلة مارلين مونرو على رأس القائمة رغم مرور عدة عقود على رحيلها.
وربما ان محاولة المقارنة بين مونرو وأي شخصية معاصرة لن تكون سهلة، بمعنى أن المقارنة ستكون عادة في صالحها. وهذا ما جعلني، بعد عدد من المقارنات أتساءل عن سر مارلين مونرو: لماذا تحتل هذه المكانة والإعجاب الذي ينتقل للأجيال، جيلا بعد آخر؟ هل المسألة تتعلق، فقط، بكونها قدمت نموذج الفتاة المثيرة الساخنة، والقادرة على إغواء الرجال؟ أم أن الأمر يتجاوز ذلك بكثير؟
أعتقد أن الأمر يتجاوز ذلك بكثير، فصحيح أن مونرو تربعت عرش النجومية بلا منازع كنجمة شباك في أفلام هوليوود، كما عرفت بتعدد علاقاتها التي تجاوزت دائرة النجوم والممثلين إلى مجال الكتاب المرموقين حيث تزوجت من المؤلف الشهير آرثر ميللر، ثم تعدت علاقاته كل ذلك إلى دوائرالسياسة وصولا للرئيس الأمريكي الراحل كينيدي. وصحيح أيضا أن انتحارها في ذروة تألقها أبقاها في المخيلة الجماعية شابة حية ومتألقة، وأثار الكثير من اللغط حول ظروف انتحارها.
لكن ما لا يتحدث عنه أحد أن نموذج الفتاة الدمية البلهاء الذي دأبت هوليود على ترسيخه في أذهان الجمهور، هو لا أصل له في الواقع، لأن الرجال الذين ارتبطت بهم لم يكن معروفا عنهم البحث عن مثل تلك الدمى الشهوانية. كما أن تحلق الجمهور حولها كان مشوبا بهالة من الإعجاب، حافظت عليه بذكائها.
وفي الكتاب الذي نشره طبيبها النفسي من تسجيلات الشرائط التي كان يسجلها لها في جلسات العلاج يمكن أن نلاحظ، بلا كثير من الفطنة، أننا إزاء سيدة بالغة الذكاء، والعاطفية، والنضج، والخبرة في الحياة. وأنها أبدا ليست دمية ولم تكن. وأن كل هذه الأسباب هي التي تجعلها،حتى هذه اللحظة، تعيش في ذاكرة الجمهور. وخيالهم، رغم محاولات تجار الأيقونات الذين حاولوا أن يقيدوها داخل أطر وقيود البراويز وإطارات الصور، بينما هي ترسم ابتسامتها الذكية، التي تجمع الشجن بالمكر والإغواء بالبراءة كأنها تأبى على نفسها الابتذال. ترضخ للصورة بينما تعرف أن روحها، التي تتوهج في نظرة عينيها، هي التي ستجعل الجمهور يتذكرها بلا شهوة أو شبق، على عكس كل من حاولن تقليدها بابتذال.
إبراهيم فرغلي

نشرت في 9 يونية 2007

المدونات الحســــــية



ثقافة أم استعراض؟
من إيجابيات ظاهرة المدونات أنها تغلق باب الكبت، وتعطي الفرصة للشباب أن يعبروا عما يدور في أذهانهم، وهو
ما عبر عنه الكاتب الصحفي القدير سلامة أحمد سلامة في الحوار الذي أجرته معه الزميلة دينا توفيق بإحدى الصحف المستقلة الأسبوع الماضي.
وهذا صحيح في الواقع، فالمدونات، شئنا أم أبينا، تبدو كمتنفس لكثير من المكبوتات التي كانت حكرا على الصدور والمجالس الخاصة، وربما دفاتر الخواطر والمذكرات في الماضي. لكن بعض هذا المكبوت يتعارض مع سياق الخواطر الشخصية ليدخل باب الاستعراض وخاصة في بعض المدونات أو البلوجز التي تتوسل شكل المدونة لتبث صورا خليعة، أو تروي قصصا إباحية، تفتقر للأدب (بمعناه الفني وليس الأخلاقي)، ولا تفرق بين الكتابة الإيروتيكية الحسية التي تنحاز للمعنى الإنساني، وبين البورنوغرافية التي تتحيز للشهواني المثير الذي يركز على الغرائز بشكل مفتعل، ومبتذل، يعكس هوسا جنسيا وكبتا شبقيا مرضيا في آن.
ولا تقتصر هذه المسألة على عالمنا العربي، وإنما تتجاوزه للغرب، فبينما توجد بعض المدونات الغربية والأمريكية التي تقوم فيها بعض الفتيات باستعراض جوانب من حياتهن الشخصية، وبينها حياتهن العاطفية والحسية، فهناك زوجات يسردن أيضا يومياتهن بما فيها أزماتهن العاطفية، والملل الجنسي من أزواجهن، وكيف يحاولن التغلب على ذلك بتجديد أسلوب الحياة والممارسة العاطفية الحسية، أو يسردن بعض المغامرات العاطفية التي يلقين بأنفسهن فيها، إما في إطار سري، أو حتى غير سري، وبالرغم من أن هذه الظواهر بها بعض السلبيات الأخلاقية، أو يمكن إدانتها أخلاقيا بشكل مباشر، إلا أنها تظل مقيدة بأطر الظروف الاجتماعية وضغوط الحياة، ويمكن مناقشتها من هذه الزاوية، لكن هناك مدونات أخرى تبدو إباحية تماما، لا تهتم إلا بالشهوة والغريزة في شكلها المطلق. وهو ما أصبح مثار تعليقات وانتقادات إعلامية في الصحافة الغربية.
أما الظاهرة الثانية التي تناولتها بعض وسائل الإعلام الغربي مؤخرا فهي تتعلق ببعض من يستخدمون الإنترنت للكتابة عن تجاربهم الحسية، ويكشفون في نفس الوقت هوية من يمارسوا معهم هذه العلاقة دون أن تعرف تلك الأطراف الأخرى ذلك، مما يتعارض مع أعراف حفاظ الأشخاص على خصوصياتهم.
أما المؤكد فهو اختلاف الظاهرة ومعناها في ثقافتنا العربية عنها في الغرب، فمن الواضح أن فكرة إشاعة أو فضح العلاقات الخاصة ليس واردا في المدونات العربية، حتى لو كانت هناك بعض الاستثناءات، لكن السؤال هو هل يمكن أن تكون هذه الخبرات وسيلة لحل المشكلات العاطفية والجنسية في مجتمعات شاعت فيها أمية ثقافية وجنسية لسنوات، أم أنها لن تزيد الطين إلا ابتلالا ووحلا؟ ربما تعرف الإجابة طريقها في المستقبل القريب، أو أن تحث على إشاعة الثقافة الجنسية بشكل موضوعي وشرعي عبر القنوات الإعلامية بشكل أكثر تنظيما وموضوعية.
إبراهيم فرغلي

الحياة الحميمة الخاصة بين التلميح والتصريح
" هناك الآن عدة آلاف من الأشخاص حول العالم من مستخدمي البلوجز الذين يستعرضون التفاصيل الخاصة بحياتهم الجنسية بالشكل الذي يجعل بيرجيت جونز تحمر خجلا، وبينما لا تعد كتابة الخواطر الصريحة شيئا جديدا، فإن التكنولوجيا الجديدة تتيح الآن نشر قصص عن الجنس مع الغرباء أو زملاء العمل، أو حتى مع الأصدقاء والشركاء العاطفيين متاحة للآخرين لقراءتها في بقية أرجاء العالم في ثوان معدودة"..هكذا يشير تقرير صحفي نشرته وكالة رويترز حول استخدام المدونات الأجنبية في الكتابة عن الخبرات الجنسية بشكل مكشوف.
" لا أعتقد أن هناك جديدا في الحديث عن الجنس، ما تغير فقط هو الوسيلة التي يتم فيها تناول الموضوع" هذا ما تقوله "آبي لي" التي تعد واحدة من أحد أشهر المدونين البريطانيين عن الجنس وتضيف أن شبكة الإنترنت أصبحت تقدم وسيلة سهلة للقراءة والكتابة حول الموضوع.
يشير التقرير إلى البلوجز بوصفها مواقع شخصية يمكن للأشخاص أن يدونوا بها مذكراتهم ويومياتهم، والتعليق على الأحداث الجارية، أو الارتباط بوصلات لمواقع أخرى تتناول موضوعات شبيهة أو تتضمن صورا، وتشير الإحصاءات الخاصة بقوائم المدونات أن هناك نحو سبعة ملايين مدونة حول العالم تهتم بالجنس والعلاقات الحسية بشكل من الأشكال.
وقد أدى تنامي الظاهرة إلى شيوع نوع من الجدل والنقاشات الأدبية والأخلاقية والقانونية حول مدى التعارض بين مفاهيم حرية التعبير والتعرض لخصوصية أشخاص يتم تناولهم دون أن يعرفوا في تلك الموضوعات.
وكانت المدونة الأمريكية جيسيكا كالتر قد تعرضت لدعوى قضائية بعد أن نشرت على الإنترنت قصص علاقاتها مع بعض الرجال في أثناء عملها كمساعدة لدى أحد أعضاء مجلس الشيوخ، مما اضطر أحد هؤلاء الأشخاص لرفع دعوى قضائية يتهمها فيه باختراق خصوصياته، وبعد انتهاء قضيتها نشرت كتابا حول الفترة التي قضتها في مجلس الشيوخ، وبعدها وافقت على أن تنشر صورا عارية لها في مجلة بلاي بوي.
وفي حوار صحفي أجرته معها صحيفة الواشنطن بوست قالت: " أنه لمدهش أن تلتقي بعض هؤلاء الأشخاص المتمين بهذه الفضائح الجنسية الوضيعة..يبدو الأمر وكأنهم مندهشون من وجود عاهرة في مثل تلك الأماكن، هناك بالفعل الملايين منهن"!
إن الحرية في استخدام البلوج للتعبير عن أي رأي هو نوع من المزايا الملتبسة، كما تقول الدكتورة بيترا بوينتون، فأنت لا تعرف إذا ما التقيت شخص ما إذا ما أنه سيدون ما يدور بينكما أم لا، ولا توجد هناك أية قواعد إرشادية أو كتب تقدم لك الطريقة الصحيحة للتدوين.
أما المدونة البريطانية آبي لي فتقول: كتاب المدونات لا بد أن يمتلكوا التوازن الذي يتيح لهم الحفاظ على خصوصية هوية الأشخاص الآخرين، خاصة عندما يكونوا من الكتاب الذين يوقعون بأسمائهم الشخصية الحقيقية. ولذلك ، ولأنني أحافظ على هذه القاعدة فإنني لا أبالي إذا ما كانوا يعرفون أنني أكتب عنهم أم لا، ولا أهتم بتقديرهم لي بناء على ما أكتبه، ولا بضغط مواجهة انطباعات الناس بأنني أقدم نوع من الاستعراض الجنسي لمجرد أني امرأة.
ووفقا لتقرير رويترز تشير لي إلى أحد المدونين البريطانيين المقيم في الصين، والذي كتب ما اعتبره البعض محاولة لإغواء أنثى في الصين، وواجه انتقادات القراء على مدونته الذين واجهوه بنتقاداتهم، وسرعان ما أثير الموضوع في الصحافة وأثار عددا من ردود الفعل، بالرغم من أن أحدا لم يستطع كشف شخصية المدون الحقيقية، وعلقت بعض الجهات الدينية على الموضوع محذرة من سوء استخدام الإنترنت، ومن كونه قوة يمكن إساءة استخدامها وخاصة فيما يتعلق بالتحرش الجنسي بالأطفال.
أما بالنسبة لمستخدمي الإنترنت فإن ردود أفعالهم مختلفة إذ يؤكدون أن الإنترنت في الأساس يمثل أحد وسائل الترفه، والتثقيف، والتعليم، وحتى فيما يتعلق بالجنس، فهو وسيلة لتناول موضوع بالغ الحيوية لا تهتم به قنوات الإعلام النمطية على وجه الإطلاق.
وتناول التقرير رأي إحدى السيدات التي تعمل في صناعة الجنس في بريطانيا ولها مدونة تكتب فيها عن خبرتها إذ تقول: أنا لا أعتقد أن هناك شخص واحد في أوروبا كلها وشمال أمريكا في عمر أقل من 60 عاما ما زال يعتبر مثل هذه الأمور نوعا من الخصوصية. بالنسبة لي كل ما أرته هو أن أكتب دون أن أعلن عن هويتي حول عملي في صناعة الجنس البريطانية.
أما الكاتبة المتخصصة في الثقافة الجنسية سارة هيدلي فتقول أن من يكتبون عن الجنس، ليس لديهم سوى قابلية ورغبة وخيال، فليس كل ما يكتب عن الجنس هو حقيقي.
ويشير التقرير أنه بعيدا عن هذا الجدل فالثابت ان الإنترنت له دور كبير في تقديم الثقافة الجنسية، والتربية العاطفية، خاصة في دول العالم النامي الذي يعاني من قلة المصادر التثقيفية المتاحة.
إلا أن السؤال المهم الذي تطرحه الدكتورة بوينتون له وجاهته أيضا فهي تقول: هل ساهم مناخ الحرية الجنسية الذي يعيشه الغرب في حل المشكلات الجنسية في المجتمعات الغربية، والإجابة هي: أنه بالرغم من كل مظاهر التحرر وحرية التعبير عن الرغبات الجنسية والحديث عن الرغبة والاحتياجات العاطفية إلا أن المجتمعات الغربية بشكل عام ما زال الكثير من أفرادها يعانون من العديد من المشكلات الجنسية المرضية، ولا يتمتعون بالصحة النفسية
والجسدية والجنسية التي كان يتمتع بها أجيال الأجداد في أوروبا وأمريكا على السواء.
إبراهيم فرغلي

Friday, June 22, 2007






مكتبات الحياة!

احتفلت مكتبة ديوان الأسبوع الماضي بمرور خمس سنوات على إنشائها، فأقامت حفلات توقيع لكتاب من أمثال أهداف سويف وروبرت فيسك، كما أقامت احتفالية كبيرة في دار الأوبرا المصرية شارك فيها مجموعة كبيرة من الكتاب هم بهاء طاهر وأهداف سويف وروبرت فيسك وجلال أمين وأحمد العايدي.
اللافت هو عدد الحضور الذي تجاوز الثلثمائة شخص أغلبهم من جمهور مكتبة ديوان، أي من جمهور القراء الذين أثبتت ديوان أنهم موجودون ولكنهم فقط يحتاجون لمناخ مناسب يتيح الأجوء المناسبة للبحث عن الكتب وتفحصها أو حتى قراءة أجزاء منها قبل قرار الشراء.
فقد أسست هذه المكتبة البديعة جوا فريدا للمكتبة، سواء بمساحات العرض الأنيقة العصرية وتوفير مقاعد لمن يرغب في الاطلاع على الكتب، بالإضافة إلى وجود ركن بالمكتبة بمثابة مقهى تتوفر فيه القهوة والمشروبات الساخنة والموسيقى، يمكن لزوار المكتبة ارتياده، أو لمن يرغب في قضاء وقت ممتع في أجواء حميمة تحيط به الكتب، بينما يستمع للموسيقى التي تتردد في الأرجاء.
وسرعان ما كشفت ديوان عن جمهور واسع من القراء، يقرأون الأدب والسياسة والعلوم الاجتماعية،وتاريخ العالم والدراسات النفسية والفلسفية,والفنون بكل أنواعها، وصولا حتى لكتب التسلية الخفيفة، بالإضافة لجمهور قراءة الأعمال المترجمة والكتب الإنجليزية في كافة المجالات، وأسهمت ديوان في انتعاش حركة الكتب، وكسرت الشكل التقليدي للمكتبة التي كان مرتادوها يشعرون فيها بالقلق من شدة مطاردة العاملين بها لهم يتعجلونهم بالسؤال عما يحتاجون إليه، وخاصة مكتبة مدبولي الشهيرة. واكتشف الناشرون أن الأعمال الأدبية، حتى لشباب الكتاب، لها جمهور واسع، وأن الأزمة ليست في عدم الإقبال على القراءة، وإنما في غياب المكتبات ومنافذ توزيع الكتاب.
لهذا فقد كانت مشاركة الحضور في فعاليات الاحتفال مشوبة بالحب وبالبهجة الحقيقية من كل محبي الكتاب الذين أرادوا بحضورهم أن يؤكدوا لأصحاب المشروع، خاصة الشقيقتين هند ونادية واصف، أنهم أنجزوا إنجازا رائعا، وأعادوا للكتاب هيبته، ومنحوه المكان الذي يليق به، ووفروا لعشاقه أيضا المناخ الذي يليق بهم، وتمنوا أن يكون بالقاهرة، بعد أن عرفوا أن ديوان ستفتتح فرعها الثاني بحي مصر
الجديدة قريبا ، ألف ديوان.
إبراهيم فرغلي



معارض الكتاب الإلكترونية

يعتبر معرض فرانكفورت للكتاب واحدا من أشهر معارض الكتاب في العالم، فهو أهم معرض دولي للكتاب من حيث قيمة تعاقدات النشر وتبادل الحقوق. وبالرغم من أن موعده الرسمي هو شهر أكتوبر من كل عام، إلا أنه يوفر على موقعه الإلكتروني على شبكة الإنترنت كل ما يتعلق بأخبار الصفقات الدولية في مجال النشر، وأخبار أهم المعارض الدولية للكتاب، وطبيعة المشاركة فيها إذا كان سيقدم لها الدعم الفني كما حدث لمعرض جنوب إفريقيا الدولي للكتاب، وكذلك معرض أبو ظبي الدولي السابع عشر المقامة فعالياته بالعاصمة الإماراتية في الوقت الراهن.
هذا الموقع الإلكتروني لمعرض فرانكفورت يقدم خدماته هذه على امتداد العام، وبالتالي فهو يكاد يكون مواكبا لأهم الفعاليات التي تحدث في مجال النشر وبيع الحقوق والظواهر الجديدة في الأدب وغيرها طوال السنة مما يجعل منه موقعا حيويا لا تقل أهميته عن أهمية المعرض نفسه.
وبطبيعة الحال يبلغ نشاطه ذروته في فترة إقامة المعرض نفسه حيث يقدم متابع دقيقة للندوات والأنشطة، ويخصص ملفا لثقافة الدولة المستضافة كضيف شرف وفقا للتقليد القديم الذي ينتهجه المعرض منذ سنوات،ويقدم تفاصيل الصفقات الخاصة بتعاقدات النشر من اللغة الأللمانية للغات الأخرى والعكس، مع توفير الصور من كل الفعاليات.
من بين ما نشره الموقع هذا الأسبوع تقريران أولهما عن معرض أبو ظبي الدولي للكتاب، وتقرير آخر عن ظاهرة الكتابة الجديدة في جنوب إفريقيا،سنلقي الضوء عليهما فيما يلي:
معرض أبو ظبي..إنطلاقة للعالمية:
يشير التقرير إلى سعادة معرض أبو ظبي الدولي في دورته الحالية ليعلن عن النجاح الكبير الذي واكب افتتاح فعالياته هذا العام، خاصة وأن الاهتمام بالمعرض من خلال المهتمين سجل ارتفاعا ملحوظا وغير مسبوق في تاريخ المعرض، خاصة بعد إعلان التعاون مع إدارة معرض فرانكفورت للكتاب، وهو ما تجلى في مؤشرات تسجيل المشاركة من الناشرين الأجانب بدرجة غير مسبوقة، إضافة إلى التطور الذي تجلى في طريقة العرض، والمساحة التي أضافت للمعرض صفة الضخامة ، حيث زادت مساحته من 3000 متراإلى 5542 مترا هذا العام. وبلغ عدد الناشرين المشاركين في هذه الدورة 399 ناشرا من 46 دولة( مقارنة ب374 من 20 دولة فقط العام الماضي)، بينها 105 جهة مشاركة من دولة الإمارات، وشهد هذا العام زيادة مشاركة العارضين الأجانب من 29 دولة لأول مرة.
هذا المظهر الجديد لمعرض أبو ظبي الدولي للكتاب يمثل الخطوة الأولى في استراتيجية تستهدف أن تصبح أبو ظبي السوق الرائدة في نشر وتسويق الكتاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. مع الاستفادة بالخبرة الكبيرة التي تتمتع بها إدارة معرض فرانكفورت في تطوير خطط التسويق وتنشيط حركة بيع الحقوق والترجمة بين الشرق والغرب.
كما سينعكس التطور الحادث على طبيعة الفعاليات والأنشطة من خلال المعرض حيث ستعقد ندوات يشارك بها الكثير من المتخصصين في الترجمة والأدب من الدول الأوروبية وأمريكا، حيث تعقد ندوات تجمع المترجمين مع الكتاب الذين ترجموا أعمالهم مثل أدونيس وهدى بركات وغيرهما.
كما يوفر المعرض كتابا يتضمن كل المعروض به من كتب لتنشيط حركة التعاقدات والتسويق خلال فترة المعرض وما بعدهاـ مما سيعطي لهذا المعرض صورة مختلفة تماما ليس عن المعرض في دوراته السابقة، فقط، وإنما عن أغلب معارض العالم العربي أيضا.
الكتابة الجديدة في جنوب إفريقيا:
سيشارك معرض فرانكفورت في دعم معرض جنوب إفريقيا للكتاب في دورته المقبلة التي ستعقد في شهر يونية 2007، إلا أن هذا الدعم له الكثير من التوابع، وبينها الاهتمام بدعم حركة النشر في جنوب إفريقيا، وإلقاء الضوء على الحركة الأدبية هناك، لذلك نشر موقع معرض فرانكفورت تقريرا كتبته كارين روتر عن حركة الكتابة الجديدة في جنوب إفريقيا أشارت فيه إلى أن المشهد الأدبي هناك يواكب نوعا من الانتعاش الذي يعززه مجموعة من الكتاب الشباب الذين لمعت أسماؤهم على مدى العمين أو الثلاثة الماضية من أمثال أنرو براون، زاكس مدا، ليبو ماشيلي، جابيبا باديرون، مارليز هوبس، ماكسين كايس، راسل براون لي، هنرييت روزين وغيرهم. هذا النشاط عكسه فوز مجموعة من كتاب جنوب إفريقيا الشهر الماضي بجوائز الاتحاد الأوروبي والكومنولث وجوائز الصندوق الثقافي البريطاني للأدب الإفريقي.
وينعكس نجاح هذه الأعمال من خلال نشر بعض دور النشر الكبرى العالمية لأعمال اولى لهؤلاء الكتاب، ومن دور النشر تلك "راندوم هاوس" و"جاكانا" "وإفريقيا الجديدة" وغيرها.
ولكن لماذا هذه الطفرة المفاجئة في الأدب الجنوب إفريقي؟ وما سبب انتعاش تلك الكتب العديدة التي تتسم بأنها كلها من تأليف الكتاب الشباب المحليين وتقرأ بكثافة من جمهور السكان وتحتل مساحات كبيرة في رفوف المكتبات؟ لا بد أن نعود أولا إلى عام 2002، حيث نشرت صحيفة النيويورك تايمز مقالا للصحفية راتشيل سوارنز قالت فيه: أن جنوب أفريقيا ما بعد الأبارتهايد يتجاوز فيها الكتاب من ذوي البشرة السمراء حيز العنصرية الضيق الذي لا يرى إلا الظلال البسيطة للأبيض والأسود، واقتطفت قولا من الكاتب الراحل ك. سيللو دويكر "نحن أناس عاديون، لنا مشاعر، وطموحات، ونعيش كل الدراما التي يواجهها كل من يحاول أن يعيش. الكتاب السود قبلي، كان يتوجب عليهم أن يتناولوا الظلم الذي كان سائدا، أما أنا فيمكنني أن أقول ما أرغب فيه. أنا حر".
أما الكتاب الجدد فقد تجاوزوا الكثير ممن سبقوهم، وكتبهم تتناول موضوعات عدة تتراوح بين قصص الحب الرومانسية، وقصص الجريمة، وفوبيا بغض الأجانب، ومرض الإيدز. وتعاملون مع العلاقات الخاصة والحميمة بشكل مختلف ومتخلص من الإلرث الكلاشيهي القديم. بإمكانهم أن يكونوا شديدو الجدية، أو أن يكونوا مفرطين في المرح والكتابة الساخرة. ويكتبون ما يحب الناس أن يقرأوه. وهو ما لفت انتباه الناشرين لهم لأنهم يجتذبون شباب القراء وهذا هو السوق المتنامي الذي يعتمد عليه مستقبل الصناعة.
ومع ذلك فهذا لا يعني أن كل شاب لديه مخطوط يستطيع أن ينشره، أو أن هناك ثروة ضخمة يحققها من ينشر لهم. فالأمر، في النهاية هو ظاهرة تتشكل، ومعدل توزيع الكتاب هو 3000 نسخة، وإذا وصل إلى 10000يعد أنه من الأكثر مبيعا.
ومع ذلك يجمع المؤلفون أن بإمكان تسويق الكتاب أن يصبح أكثر حيوية بالابتكار والترويج، بينما ترى إحدى الناقدات المهتمة بالفنون الإفريقية في جنوب إفريقيا أن الموسيقي الفولكلورية الإفريقية نجحت في ربط الشباب بها عبر صور عديدة وعلى الكتاب أن يستفيدوا من هذه التجربة.
ويشير موقع المعرض إلى العديد من المفاجآت التي سيشهدها معرض الكتاب في كيب تاون الشهر بعد القادم.
عنوان المعرض:
BOOK- FAIR.COM

الشعراء المنتحرون
انتهت الشاعرة اللبنانية جمانة حداد من إنجاز أنطولوجيا عن الشعراء المنتحرين في العالم وسوف تصدر بعد أيام عن دار النهار. عنوان الكتاب "سيجيء الموت وستكون له عيناك" (وهي جملة مستلّة من قصيدة للشاعر الايطالي المنتحر تشيزاري باڤيزي)، وتضمّ 122 شاعرا و28 شاعرة من 48 بلداً مختلفاً، ومن جهات العالم الأربع. تطلّب إنجاز هذا العمل الموسوعي الضخم، الذي يقارب الستمئة صفحة بين تقديم وترجمة وملاحق واحصاءات وخلاصات، أربعة أعوام من البحوث والاختيارات والترجمات الحثيثة من جانب حداد، والاطلاع على أكثر من سبعين مرجعاً ومصدراً مختلفاً بين كتب شعرية وأنطولوجيات ودراسات. أهمية هذه الأنطولوجيا تكمن أيضاً في أن معظم قصائدها تتمحور حول تيمة الموت، وفي أنها متعددة اللغة، تتقابل فيها الترجمات العربية مع النصوص المنقولة في غالبيتها عن لغاتها الأصلية (وهي الفرنسية والانكليزية والاسبانية والايطالية والبرتغالية والألمانية)، وفي بعض الأحيان عن لغة وسيطة، هي إما الفرنسية وإما الانكليزية.
يُذكر أن أنطولوجيا الشعراء المنتحرين ستوزّع في الأسواق اللبنانية كما في مختلف العواصم العربية، وسيعقد حولها احتفال ضخم في بيروت في الخريف المقبل.
ومن كلام الناشر عنها:

"هذا الكتاب هو كتابٌ أنطولوجيّ مستفزّ وعدوانيّ بسبب "هويته" الانتحارية. يرى الى الشعراء المنتحرين في القرن العشرين بعينٍ شعريّة وترجميّة، علميّة، ومعرفيّة، ومدقِّقة، وصارمة، وليّنة، وعارفة، وذكيّة، ونزيهة، ومتمرّسة بجوهر الشعر وبالترجمات الواثقة من مرجعياتها ومعاييرها اللغوية، ومن معادلاتها ودلالاتها وتأويلاتها الشعرية.
وهو كتابٌ عالِمٌ، من الصفحة الأولى الى صفحته الأخيرة. لكنْ مُسكِرٌ. وخاطفٌ. ومستولٍ. وصافعٌ. ومدوِّخٌ. وجالِدٌ. ومقلِقٌ. ومخيفٌ. وموحشٌ. ومعذِّب. ومتوحّشٌ. وطاردٌ للنوم ومهشِّلٌ لسكينة الروح. وخصوصاً مسالِمٌ وفاتحٌ لشهية المعرفة والاستزادة.
وهو كتابٌ يصعق قارئه ويصيبه بالدوار، وإن يكن قارئاً "حديدياً"، متماسكاً، ويقف على أرض ثابتة.
وهو ذو أنياب. ومفترس. إذ لا يتخلّى عن قارئه إلاّ ملتهَماً وأشلاءً منتشية.
لكن، ليس الانتحار ما "يدمّر" المتلقّي العارف، في هذا الكتاب، ويجعله يصاب. فهذه بداهةٌ "عاطفية" لا تنطلي على المتمرسين بالشعر وترجمته. ذلك أن "الدمار الروحيّ" الذي ينطوي عليه لا يستدرّ الشفقة بقدر ما يستدرّ الحريق الأدبي، وبقدر ما يفتح الدروب، دروب العين والقلب والتأمل والرؤية، الى طعنات الشعر النجلاء، وترجماتها، والى جهنّم الذات الشعرية وتلبّداتها.
أنطولوجيا جامعة مانعة، وليست للنزهة والترفيه "الاكزوتيكي" في عالم الشعراء الانتحاري. تنطوي على ترجمات لقصائد مهلكة من فرط رؤيويتها، وعلى مقدمة دراسية ونبذ ومعارف ومقابسات ومقارنات وتحليلات، شعرية ولغوية ونفسية، وطبية. ذلك ان القارىء الذي يقرع بابها و"يقع في مطبّها"، يجد نفسه تحت سقف عمارة "انتحارية"، خالصة، وخالية من الثغر والنقائص. فكأنها حصيلة عملٍ جماعيّ مضنٍ ودؤوب لفريقٍ متكامل من الباحثين والدارسين والمترجمين، من العالم أجمع، في حين أنها صنيع الشاعرة والمترجمة جمانة حداد وحدها

الكتب خان

بعد الشهرة التي حققتها مكتبة ديوان كمكتبة عصرية توفر وسائل عرض حديثة ومناخ مناسب للقراءة والاستمتاع بالمشروبات الساخنة وقضاء وقت طيب بصحبة الكتب، ظهرت العام الماضي مكتبة "كتب خان" في حي المعادي القاهري، والتي تحتفل هذه الأيام بمرور عام على إنشائها، صاحبة المكتبة هي شابة تحب الكتب، وتحلم منذ سنوات بإقامة مكان يجتمع فيه عشاق الكتاب، يقرأون ويستمتعون بوقتهم، ويستمعون لأنواع من الموسيقى الجميلة في اجواء حميمة، وأخيراستطاعت كرم يوسف أن تحقق الحلم، ليس فقط بإقامة مكتبة لها هذا الطابع العصري، وإنما بعمل أمسيات أدبية وشعرية لكبار وشباب الكتاب أكدت بها التزايد المستمر في عدد عشاق الكتاب ومحبي القراءة، ليس في حي المعادي فقط، وإنما في أرجاء العاصمة.
توفر كتب خان على موقعها الإلكتروني عناوين 7000 كتاب في شتى فروع المعرفة موجودة في المكتبةـ أو يمكن توفيرها من خلالها، من تارخ مصر المعاصر، إلى الآثار المصرية القديمة، والأدب الكلاسيكي والمعاصر وصولا لأحدث أجيال الكتاب في مصر وخارجها. إضافة لكتب الديكور والتصميم الداخلي والكتب الفنية المصورة أو التب المتخصصة في المسرح والسينما.
هه مكتبة أخرى من مكتبات الحياة، التي تحتفي بالمعرفة في أجواء لا تليق إلا بها. عنوان الموقع هو
kotobkhan.com
نشرت هذه المادة في صفحة المدونة في 7 إبريل 2007