Saturday, October 20, 2007

الفن والجنس



حين يؤرخ الفن للجنس

متي يكون الفن فنا ومتى يصبح مجرد مادة إباحية أو بورنو؟ إنه سؤال قديم متجدد في الدوائر الفنية، لكنه أصبح محور معرض فني مثير يقام في مركز الباربيكان في وسط العاصمة البريطانية لندن.
المعرض الذي يحمل اسم " إغواء- الفن والجنس منذ القدم وحتى الوقت الراهن" يضم أعمالا فنية تغطي ألفي عام ولمجموعة من أشهر فناني العالم.
هذه الأعمال تكشف ثقافة الكائن البشري في أكثر لحظاته حميمية، ألا وهي تفكيره وممارسته للجنس.
وقد أمضت كيت بوش، رئيسة قسم الفن في معرض باربيكان، خمس سنوات وهي تنتقي مجموعة الاعمال الفنية التي يشملها المعرض.

تقول بوش " ليس للأمر علاقة بالإباحية (البورنو) إنه معرض ذا مغزى، احتفال بما يربط بني البشر معا عبر الأزمنة والثقافات".
ويهدف المعرض إلى استكشاف تاريخ ما أصبح مقبولا كفن وإلقاء الضوء على التيارات الفنية المعصرة.
وبالتأكيد فقد تغيرت تلك التيارات كثيرا، فأول المعروضات التي ستراها هي غطاء من البرونز مثل ورقة التوت، كان قد صنع لإخفاء عورة نسخة من تمثال داوود للفنان الإيطالي مايكل إنجلو وضعت في متحف ألبرت آند فيكتوريا، وذلك لرفع الحرج عن الملكة فيكتوريا عندما تزور المكان.
بعد ذلك سيمر الزائر بغرفة تضم التماثيل الخزفية لأرباب وربات اليونان بعدها يطالع التماثيل واللوحات الإيروسية التي ميزت عصر النهضة الأوروبية، وأخيرا الصور الساخرة التي رسمها جيف كونز ويتهكم فيها من صناعة البورنو.

لوحة ريقيم لـ كي آر بوكسي تظهر وجهها في مداعبة جنسية "جنس ومتعة"
البروفيسور مارتن كيمب هو أحد المشرفين على تنظيم هذا المعرض وهو أستاذ لتاريخ الفن في جامعة أكسفورد، يقول إن تجربته في حشد هذه المجموعة الفنية معا علمه "كم نحن متشابهون في صورنا عن الجنس والمتعة، وأيضا، كم هو صعب عرض ما يدور في حياتنا الخاصة للملأ".
ويضيف البروفيسور كيمب" لم توجد أي حضارة لم تواجه مشكلة عندما يتعلق الأمر بهذه النقطة".
وقد أصر المشرفون على المعرض على ان تكون الأعمال المعروضة قاصرة على إظهار الفعل الجنسي بين البالغين وبالتراضي، ومنع أي عمل يتضمن العنف أو الجنس مع الاطفال.
ورغم أن الكثير من الأعمال المعروضة يمكن رؤيتها في أي متحف أو قاعة فنية دائمة، فإن الدخول إلى معرض "الجنس والفن" في قاعة الباربيكان قاصر على البالغين ممن تزيد أعمارهم عن الثامنة عشرة.

الخادمة الجميلة لفراجونارد وتحتها عنوان يقول (مقاومة غير مجدية)
فهل ثمة فارق جوهري بين الفن والخلاعة ؟
بالتأكيد، فكلما كان العمل الفني قديما، كلما بدا مقبولا كفن بالنسبة لنا عن كونه مادة إباحية أو بورنو.
ويؤكد البروفيسور كيمب على أن الفن أكثر تعقيدا من البورنو، فهو يثير داخلنا مزيجا من العواطف، أما الفارق الكبير الآخر فيتمثل في الجودة.
ويضيف " لقد أصبحت تلك النقطة واضحة ، أين ينتهي البورنو ويبدأ الفن. فلو نظرت إلى الأسقف الجصية من العهدين الروماني والإغريقي فستعرف أنهم كانوا يستخدمون فنانين في تصميمها، لكنك لو ذهبت إلى حي سوهو أو بيت دعارة في الوقت الراهن فلن تجد لوحات رسمها فنانون كبار".
"كما أنك لو تطلعت إلى الأعمال الفنية اليابانية فستجدها أكثر إباحية مما يعرف الغرب، لكن مستوياتها الفنية رفيعة للغاية، إنها أعمال دقيقة ورائعة وعالية المستوى".
هذه الأعمال الفنية اليابانية التي يتحدث عنها كيمب كان لها رواد كبار من بينهم هوكوساي، فالاعمال الخشبية المجسمة تظهر رجالا ونساء في ملابس فاضحة وفي أوضاع فاضحة أيضا وكان الهدف الأساسي منها وضعها في بيوت الدعارة والمنازل.
كما يضم المعرض الراهن مجموعة من الأعمال الصينية لمشاهد جميلة لممارسة الجنس في حدائق هادئة، لكننا لا نعرف سوى القليل عن تراث الإيروسيا الصينية لان أعمال تلك الحقبة قد دمرت إبان الثورة الثقافية للزعيم ماو تسي تونج.
ويلقي معرض الباربيكان الضوء على النظرة إلى الجنس من قبل الثقافات المختلفة وفي عصور مختلفة.
أما ما يبينه المعرض بجلاء فهو كيف تغيرت الأساليب الفنية على مر القرون بينما ظل الكائن البشري ورغباته كما هي دون تغير

نقلا عن موقع بي بي سي
الصورة نقلا عن موقع لعرض صور الفن الجنسي.

Sunday, September 2, 2007

YOU CAN HAVE A LOOK AT MY OTHER NEW BLOG>

IT IS A KIND OF ARCHIEPHIC BLOG ABOUT MY FICTION WORK

ifarghali.blogspot.com

Sunday, August 19, 2007

أن تكـــون مستقبليا


أن تكون مستقبليا

أتابع، بشغف بالغ، وكلما أتيحت لي فرصة، العلم الجديد المعروف باسم "علم المستقبل" الذي يقوم على بحوث تتعلق بكل ما له علاقة بالمستقبل، عبر العلوم والمتوقع من تطورها. وفي الفلك والطب وحتى صناعة السيارات، وبالأساس علم الساعة : تقنيات الاتصالات الحديثة.
تبهرني فكرة انشغال عالم مختص بالمستقبل، بينما تلح علي لوهلة ومضات لملامح فقهاء الظلام، والمتشددين من محبي العودة، فقط، للماضي، آملين في عودة الحضارة كلها للخلف تلبية لتلك الرغبة المدهشة في التقهقر، والهدم، وتدمير المعرفة ومنجزات العلم الحديث، وحرية الفكر والتفكير، رافعين شعارات دينية، وأصولية لا أساس لها .
آخر ما قرأته في هذا الصدد هو حوار مع أول سيدة من عالمات علوم المستقبل ترشح لجائزة دولية في المجال وتدعى "ليزلي جافين"، وهي تطوع علوم المستقبل لبحث مستقبل الاستثمار بشكل عام، كما أنها شاركت في مشروع لبحث مستقبل تفاعل الدراما مع البعد الافتراضي، وهو ما جعلها تتوقع آنذاك فكرة تحقق برامج الأخ الكبير، وما يشبهها من برامج. من بين دراساتها هي والمختصين في علوم المستقبل أيضا فكرة التعاملات البنكية على الإنترنت، والتي تقول أنها أدت إلى تغيير مفاهيم أساسية أثرت في وسائل الاستثمار بشكل عام، بل وحتى في مفاهيم العمارة الخارجية والداخلية للبنوك.
ففي السابق كان بناء البنك يجب أن يوحي للعميل أنه ضئيل تماما داخل المبنى وأن مدير البنك هو صاحب السطوة، الآن مع الوسائل البنكية الإلكترونية التي تسمح للعميل إجراء كل معاملاته على الإنترنت، تغيرت هذه المفاهيم.
تتوقع "ليزلي جافين" انتشار مثل هذه الوسائل أكثر في المستقبل لتؤدي نفس الخدمات، لكنها تتوقع في نفس الوقت تطور تقنيات التعامل الإلكتروني ووسائطه بحيث لا تعود مقصورة على أجهزة الحاسب الآلي فقط، وإنما تمتد لوسائط أخرى من بينها، حتى، شاشة التليفزيون.
ومن بين ما يتوقعه علماء المستقبل قدرة الحواسب الآلية على إجراء معاملات ذات طابع ذهني محض مثل تحليل البيانات بحلول عام 2015، وهو ما يجعل العلماء يتوقعون دخول السيدات هذا المجال بشكل مكثف خلال السنوات المقبلة، لأن هذا المجال، لا يحتاج لعضلات كما كان شأن الميكنة في السابق وإنما يحتاج للعمل بعاطفية لنقل الجانب العاطفي للحاسبات.
بتأمل الإنجازات التقنية والتكنولوجية الحديثة التي نستوردها يوميا، أو نسمع عنها أحيانا أدرك أنه لا يمكن أن نتجاوز الأثقال التي تشدنا شدا للخلف وللماضي السحيق دون أن تنشأ لدينا كوادر متخصصة، فقط، في التطلع للمستقبل.
إبراهيم فرغلي

أن تكـــون مستقبليا


أن تكون مستقبليا

أتابع، بشغف بالغ، وكلما أتيحت لي فرصة، العلم الجديد المعروف باسم "علم المستقبل" الذي يقوم على بحوث تتعلق بكل ما له علاقة بالمستقبل، عبر العلوم والمتوقع من تطورها. وفي الفلك والطب وحتى صناعة السيارات، وبالأساس علم الساعة : تقنيات الاتصالات الحديثة.
تبهرني فكرة انشغال عالم مختص بالمستقبل، بينما تلح علي لوهلة ومضات لملامح فقهاء الظلام، والمتشددين من محبي العودة، فقط، للماضي، آملين في عودة الحضارة كلها للخلف تلبية لتلك الرغبة المدهشة في التقهقر، والهدم، وتدمير المعرفة ومنجزات العلم الحديث، وحرية الفكر والتفكير، رافعين شعارات دينية، وأصولية لا أساس لها .
آخر ما قرأته في هذا الصدد هو حوار مع أول سيدة من عالمات علوم المستقبل ترشح لجائزة دولية في المجال وتدعى "ليزلي جافين"، وهي تطوع علوم المستقبل لبحث مستقبل الاستثمار بشكل عام، كما أنها شاركت في مشروع لبحث مستقبل تفاعل الدراما مع البعد الافتراضي، وهو ما جعلها تتوقع آنذاك فكرة تحقق برامج الأخ الكبير، وما يشبهها من برامج. من بين دراساتها هي والمختصين في علوم المستقبل أيضا فكرة التعاملات البنكية على الإنترنت، والتي تقول أنها أدت إلى تغيير مفاهيم أساسية أثرت في وسائل الاستثمار بشكل عام، بل وحتى في مفاهيم العمارة الخارجية والداخلية للبنوك.
ففي السابق كان بناء البنك يجب أن يوحي للعميل أنه ضئيل تماما داخل المبنى وأن مدير البنك هو صاحب السطوة، الآن مع الوسائل البنكية الإلكترونية التي تسمح للعميل إجراء كل معاملاته على الإنترنت، تغيرت هذه المفاهيم.
تتوقع "ليزلي جافين" انتشار مثل هذه الوسائل أكثر في المستقبل لتؤدي نفس الخدمات، لكنها تتوقع في نفس الوقت تطور تقنيات التعامل الإلكتروني ووسائطه بحيث لا تعود مقصورة على أجهزة الحاسب الآلي فقط، وإنما تمتد لوسائط أخرى من بينها، حتى، شاشة التليفزيون.
ومن بين ما يتوقعه علماء المستقبل قدرة الحواسب الآلية على إجراء معاملات ذات طابع ذهني محض مثل تحليل البيانات بحلول عام 2015، وهو ما يجعل العلماء يتوقعون دخول السيدات هذا المجال بشكل مكثف خلال السنوات المقبلة، لأن هذا المجال، لا يحتاج لعضلات كما كان شأن الميكنة في السابق وإنما يحتاج للعمل بعاطفية لنقل الجانب العاطفي للحاسبات.
بتأمل الإنجازات التقنية والتكنولوجية الحديثة التي نستوردها يوميا، أو نسمع عنها أحيانا أدرك أنه لا يمكن أن نتجاوز الأثقال التي تشدنا شدا للخلف وللماضي السحيق دون أن تنشأ لدينا كوادر متخصصة، فقط، في التطلع للمستقبل.
إبراهيم فرغلي

Monday, August 6, 2007

مدونة السبت 4 أغسطس 2007


بين الكتابة والتسويق

زرت المكتبة الخاصة بالكاتب جمال الغيطاني، في منزله، الأسبوع الماضي، ولست الآن في حل لذكر محتوياتها التي لا تقل بحال عن كونها كنزا حقيقيا . لكن ما أود أن أتوقف عنده هنا هو الصورة المهيبة التي يحتفظ بها الغيطاني إلى يسار المكتب الذي يجلس إليه، وهي صورة "الكبير" كما يسميه الغيطاني، وكما يعرفه أغلب الكتاب: "ديستويفسكي". هذا الكاتب الكبير الذي لم يخرج كاتب في العالم –كما أظن- إلا من معطفه. هكذا يجلس الغيطاني للكتابة تحت رقابة، وعناية، هذا الكبير، وهو في ظني ما يجعل من الكتاب مسؤولية إضافية تضاف إلى ما تتضمنه من مسؤولية تجاه الجماليات التي أسسها المبدعون الكبار على مدى تاريخ الكتابة.
تحيط بالغيطاني قواميس اللغة وكتب البلاغة الكبرى التي غرف منها لينحت لغته الخاصة، ومراجع قديمة، ونسخ عديدة من تفاسير القرآن، تقليديا وشيعيا، وغيره. وهي في النهاية مؤشر كبير على الجهد الذي يبذله . والذي تجلى في العديد من أعماله البديعة التي قرأت بعضها في مرحلة مبكرة مثل الزيني بركات و رائعته الكبيرة:التجليات، ورسالة في الصبابة والوجد، ويوميات شاب عاش منذ ألف عام . ووقائع حارة الزعفراني. ومنها ما قرأته في مراحل عمرية متقدمة مثل شطح المدينة ونوافذ النوافذ، ونثار المحو. وغيرها وصولا للزويل . وفي هذه الأعمال جميعا يتبدى الجهد الكبير الذي بذله الغيطاني في اللغة البديعة التي يستخدمها. ولعل هذا ما وصل القراء الأجانب منقولا إلى لغاتهم وساهم في نشر كتبه في كبريات دور النشر البريطانية التي تطبع بمئات الآلاف مثل بنجوين البريطانية، التي طبعت الزيني بركات قبل سنوات عدة، وفي ترجمات أعماله للفرنسية منذ مطلع الثمامينات في كبريات الدور الفرنسية، وذيوع أسمه كواحد من أهم الكتاب العرب المترجمين في فرنسا.
الغيطاني،ككاتب كبير؛ لم يذكر شيئا من هذا يوما، ولم يهادن، في نفس الوقت، في معركته الكبرى في انتقاد سياسات وزارة الثقافة، لكن ، ها هو أخيرا، يحصل على الجائزة التي تأخرت كثيرا: وهي جائزة الدولة التقديرية.
هذه الجائزة المستحقة تأخرت لأن الغرب التفت لأعمال الغيطاني منذ سنوات طويلة، بالتقدير والعناية، وأنا أعرف ذلك من علاقاتي بأصدقاء من خارج الوسط الثقافي من الفرنسيين يعرفون الغيطاني جيدا ويقرأون أعماله باهتمام.
هذا الجهد الكبير حققه الغيطاني بدأب، وهو يستمر في مشروعه، دون أن يلتفت إلى معايير التسويق التي يمارسها البعض، وبدون أن يسعى للترجمة التي سعت إليه، ولهذا فإن الغيطاني اليوم أحد الاسماء اللامعة التي يقرأها الغرب لفنياتها، ولخصائص جمالية، وليس بحثا – من القاريء الغربي- عن نمائم، أو تلصصا اجتماعيا، كما هو شأن بعض الروايات السعودية الجديدة التي يكتبها بعض الكتاب الشباب اللآن، وأستثني منها رواية الآخرون لصبا حرز، أو بعض روايات الأكثر مبيعا التي لا يمل كتابها ممن يعتمدون على التسويق من ذكر أرقام مبيعاتهم، يرهبون بها قارئا يعيش في مجتمعات متهمة بالجهل والأمية انعدام الرغبة والقدرة على الثقافة، وهؤلاء القراء الذين يتهافتون على مثل هذه الأعمال مثلما يتهافتون على كل السلع التي تخضع لبند "الموضة" يبتلون بالتسويق والترويج لما يحتاجونه ولا يحتاجونه .وهؤلاء انضم لقائمة مستهدفيهم الآن مروجو سلع الأدب الشعبي بقوة أرقام التوزيع، التي لا تعني شيئا لجودة الأدب، وبدخول مجال الدعاية كتاب مختصون في الاقتصاد والتاريخ يقرأون الأدب أخلاقيا.
دان براون يوزع أكثر من 50 مليون نسخة، وكذلك كويليو، لكن دوستويفسكي هو الذي تقاوم كتابته الزمن، ومثله كل الكتاب الكبار، مهما راجت الكتب الشعبية، وتم التسويق لها. صحيح أن في التسويق فائدة لاكتساب قاريء جديد، لكنها لا يمكن أن تغير القاعدة الأساسية بأن الكبير كبير، وأن الزبد يذهب هباء مهما كانت ثخانته!
إبراهيم فرغلي


الجوائز الإلكترونية

ثمة مفارقة لافتة تتعلق بالكيفية التي تتعامل بها الجوائز الأدبية العريقة العربية دعائيا عن طريق استخدام
الإنترنت، مقارنة بمثيلاتها في الغرب. هذا الاختلاف يظهر بسهولة في المواقع الإلكترونية للجائزة الغربية، بينما الشائع، في المقابل العربي، هو غياب هذا الموقع من الأساس. وإذا وجد فيبدو وكأنه تحصيل حاصل، وليس عن قناعة بأهمية محتواه في عالم يوصف بأنه عصر المعلومات.
الجوائز الأدبية العريقة مثلا منها جوائز الدولة التي تحظى باهتمام بالغ وتعتبر أرفع أوسمة التقدير التي يحصل عليها مبدع، والتي تتراوح مستوياتها بين التشجيعية والتقديرية وجائزة التفوق بالإضافة لما أضيف إليها قبل عدة أعوام مثل جائزة مبارك .
ورغم أن دورة جوائز الدولة الأخيرة شهدت نوعا من رضا المبدعين لأنها ذهبت للكثير من مستحقيها، إلا أنها كالعادة لم تخل من اللغط، والقيل والقال، خاصة بعد حجب الجائزة التشجيعية في القصة. لكن هذا اللغط احتل مساحة واسعة من الجدل على مدى السنوات الماضية عن اللجان المختارة لتحكيم الجوائز، وعن مدى أحقية من يحصلون عليها مقارنة بآخرين قد يعتبرهم البعض أكثر إسهاما، واستحقاقا لها، وهو ما يثير علامات استفهام عديدة حول مستوى اللجان.
هذه الجوائز، رغم عراقتها، لا يوجد لها موقع إلكتروني يمكن منه معرفة المعلومات الخاصة بأسماء من حصلوا عليها، على مر الدورات، وأسماء اللجان وجهات الترشيح وغيرها من المعلومات التقليدية المتعارف عليها في مثل هذه الحالات.
لكن إذا قارنا ذلك بموقع جائزة مثل جائزة نوبل، سنجد أنه لا يوجد وجه للمقارنة من الأساس، فالموقع مصمم بدقة ويحتوي كل المعلومات الخاصة بالحائزين على الجائزة في كل الفروع، والكلمات التي ألقوها خلال مراسم تسليم الجائزة، والحوارات التي أجريت مع كل منهم، بالإضافة إلى المعلومات التفصيلية الخاصة بكل منهم، وغيرها من التفاصيل. بالإضافة إلى تاريخ الجائزة وأسماء كل من حصلوا عليها منذ بداية إنشائها في الربع الأول من القرن الماضي. وغيرها وغيرها.
صحيح أن جائزة نوبل لها صبغة دولية، وهي أيضا ليست جائزة حكومية وإنما مستقلة، ولعل هذا مربط الفرس، فالحقيقة أن الجوائز العالمية كلها مثل نوبل وبوكرز وجونكور وأورانج وغيرها هي في غالبيتها جوائز مستقلة ترعاها مؤسسات أعمال، أو أفراد، أو شركات، ولها إدارة مستقلة.
ولذلك فبمقارنة الجوائز الحديثة نسبيا في العالم العربي مثل جائزة العويس، أو جائزة البوكر العربية، وجوائز الشيخ زايد أو جائزة مسقط والجائزة العالمية الجديدة التي أنشأتها قطر في الرواية وغيرها، أو حتى جائزة أهلية مثل جائزة ساويرس للأدب سنجد أنها مهتمة نسبيا بمثل هذه التقاليد، بالإضافة إلى حرصها على التعبير عن ذاتها دعائيا بالشكل اللائق على شبكة الإنترنت، صحيح أنها ليست بالشكل المطلوب بعد، لكن المؤكد أنها في الطريق.
فمع التغيرات التي تشهدها المجتمعات العربية، بدأت مؤخرا حركة لافتة لتشجيع المواهب الأدبية ،مع نمو الدعم الأدبي من جهة الأفراد، وتعدد الجوائز، وزيادة عدد المبدعين، هناك طفرة ملموسة في تشجيع الأدب والمبدعين الكبار والشباب في العالم العربي.
ولعله سيكون من صحيح القول في المستقبل القريب بدلا من تكلم لأعرفك أن يقال..قل لي كيف يبدو موقعك الإلكتروني أقل لك من أنت! أو أطلعني على موقع جائزتك لأعرف مكانتها.




المصريون القدماء أول من استخدم الأعضاء الصناعية

نشر موقع البي بي سي الإلكتروني خبرا عن وجود إصبع بشري صناعي تم اكتشافه في إحدى المومياوات مما يعتبر سبقا تاريخيا قد يكشف الكثير عن تطور الطب في مصر القديمة بشكل غير مسبوق، وفيما يلي نص الخبر.
يعتقد خبراء آثار بريطانيون أن إصبعا اصطناعية عثر عليها مربوطة إلى قدم مومياء مصرية قد تكون أول عضو بشري صنع لغرض عملي.
ويسعى فريق من جامعة مانشستر إلى البرهنة على أن "إصبع القاهرة" المصنوعة من الجلد والخشب، لم تصنع لغرض جمالي وحسب بل كانت بهدف المساعدة على المشي.
وسيصنع هذا الفريق نسخة طبق الأصل من هذه الإصبع، وسيثبتونها على أقدام متطوعين فقدوا الإصبع الكبرى.
وإذا ما صدقت فرضيتهم، فقد تحل الإصبع الأثرية محل قدم اصطناعية طبية صنعت في القرن الرابع قبل الميلاد، كأول عضو بشري صنع لأغراض طبية.
قدم كابوا الرومانية التي صنعت من البرونز، والتي كانت معروضة في الكلية الملكية للجراحة بلندن قد أتلفت في قصف للطيران الحربي الألماني أثناء الحرب العالمية الثانية.
ويقول جاكي فينتش عضو الفريق البريطاني: " إن الإصبع صنعت مابين 1069 و 664 قبل الميلاد، فإذا وُفقنا في أثبات أن الغرض من صنعها وظيفي، فإننا سنعود بتاريخ الطب الاصطناعي 700 سنة إلى الوراء." وسيعمد فريق من العلماء في جامعة سالفورد، إلى إجراء أبحاث مماثلة على إصبع أثرية مصرية شبيهة بإصبع القاهرة لكنها أقدم، تعرض بالمتحف البريطاني.
هذه الإصبع التي يعتقد أنها صنعت ما بين 1295 و 664 قبل الميلاد، صُنعت من مادة ورقية دخل في إعدادها الكتان والصمغ والجبس.
ومثل "إصبع القاهرة" تحمل إصبع المتحف البريطاني أثار الاستعمال مما يدل على أن صاحبها استخدمها عندما كان على قيد الحياة، ولم تكن ضمن زينة التحنيط.
لكن وعلى عكس إصبع القاهرة، لم تكن أصبع المتحف البريطاني لدنة، مما قد يُشير إلى أنها كانت للزينة بالدرجة الأولى.
وقال جاكي فينتش: " إن إصبع القاهرة، هي الأكثر احتمالا لأن تكون أصبعا اصطناعية طبية، لأنها تتوفر على مفصل، كما تحمل أثارا استعمال وبلى أوضح. لقد رُكبت على قدم سيدة تراوح عمرها ما بين 50 و60 سنة. ويبدو من حالة القدم أن مكان البتر قد شفي تماما." وتعرض الإصبع في متحف القاهرة.


طه حسين..بورتريه لقراء "الجارديان"
نشرت صحيفة الجاردن البريطانية في نسختها الإلكترونية موضوعا عن الكاتب الرائد طه حسين، وقدم الملحق الثقافي تقريرا وافيا عن الدور الكبير الذي لعبه صاحب "الأيام" في الثقافة العربية، بعد مادة معلوماتية وافية عن تعليمه والشهادات التي حصل عليها، وإنجازاته، والمناصب التي التحق بها، واقتطفت واحدة من أهم مأثوراته" التعليم حق للجميع مثل الماء والهواء".
يكشف التقرير المتابعة الدقيقة من قبل العاملين في الحقل الأدبي بما يدور في العالم ، وصحيح أنه لا توجد إشارة لما تناولناه في هذه الصفحة الأسبوع الماضي عن قرار منع رواية الأيام من مقررات الدراسة في مصر.إلا أن توقيت نشر الموضوع يبدو له علاقة ما.
التقرير يتناول أيضا أعمال طه حسين، ويقدم موجزا للمؤثرات الثقافية التي أثرت فيه وفي أفكاره سواء من البيئة العربية مثل تأثير رفاعة الطهطاوي، أو من خلال المؤثرات الغربية. كما أشار إلى كتاب مذكرات السيدة سوزان زوجة الأديب الكبير الراحل.

يوميات دبي السرية!
هذا ليس عنوان موضوع وإنما عنوان مدونة بالإنجليزية مدونها يعيش في دبي، وهي تتراوح بين الخبرية والتحليل حسب الموضوعات التي تتناولها، فهي على سبيل المثال تتناول أخبارا مثل تعرض لراقصة باكستانية لحريق في منزلها بشكل خبري ومعلوماتي تماما، لكنها من جهة أخرى عندما تتناول موضوعا مثل الحرية في دبي، وتقارنها بمثيلتها في الولايات المتحدة في إشارة إلى المناخ الليبرالي الذي تتسم به الإمارة، وتنتقد أحيانا بعض الممارسات الرقابية التي قد تهز هذه الصورة عن مناخ الحرية في دبي، عندما تتناول قضية مثل هذه فإنها تنحو نحو التحليل، والعمق في التناول.
لكنها بشكل عام مدونة تتسم باللطف، وتهتم بالأخبار الغريبة والمثيرة أحيانا، مثل الجرائم الجنسية، والمفارقات،وأحيانا قصص ضياع بعض السياح الأجانب في الصحراء حين تناهز درجة الحرارة الخمسين، وتهتم بحكايات عن الزواج والعلاقات العاطفية والجرائم، وأيضا عن قضايا جدلية، لكنها تتسم بعدم الميل للثرثرة والتعليق بإيجاز. كما أنها تعطي فكرة عن الكثير من المدونات التي يكتبها مدونون يعيشون في دبي باللغة الإنجليزية مما يجعل منها مرجعا شاملا في هذا الشأن. وعنوانها هو: secretdubai.blogspot.com

لماذا يعيش الكتاب مع الرفيقات الخطأ
تحت هذا العنوان نشرت الجارديان تقريرا موسعا عن العلاقات العاطفية للكتاب، وعن قرارات الزواج التي يقررها الكتاب، وتكشف بالتحليل الموسع أن العلاقات الحقيقية التي مر بها الكثير من الكتاب الغربيين ليست بالضرورة هي العلاقات التي ارتبطوا بها بالزواج، أو في العلاقات الطويلة الممتدة.
هذا التقرير منشور في القسم الخاص بمدونات الكتب وكاتبته هي جين حنا، وفيه تلقي الضوء على الدور الذي تلعبه المرأة في حياة الكاتب، بشكل عام، وأهم نماذج العلاقات وأشهرها على الإطلاق، بطبيعة الحال، علاقة الكاتب والفيلسوف الفرنسي الأشهر جان بول سارتر برفيقته سيمون دي بوفوار.
وتلقي كاتبة التدوينة الضوء على مدى تأثر العلاقة بين الزوجين إذا كان كل منهما يمتهن الكتابة، وتضرب مثلا بزواج الكاتب الروائي روبرت أوين باتلر بزوجته إليزابث ديوبري عام 1995، والذي استمر بنجاح، وساهم في إنجاز كل منهما لعدد من الكتب، حتى حصل أوين على جائزة "بولتزر"، وهنا بدأت العلاقة في الهتزاز، إذ يبدو أن الزوجة لم تستطع تقبل حصول زوجها على الجائزة المرموقة. وهو ما يفتح الباب لمناقشة موسعة ستكون بين الموضوعات التي سوف تناقشها الصفحة الأسبوع المقبل.

Thursday, July 19, 2007

تـــــلك الأيــــام

تلك الأيام


لا أذكر أنني قرأت كتابا، وعشت مع أبطاله وكاتبه، بكل حواسي، يوما بيوم. وتأثرت براويه في طفولته وصباه، وشبابه وكهولته، وتنسمت الروائح التي شمها، ورأيت بعيني ما رآه ببصيرته مثلما فعل معي كتاب "الأيام" –العلامة- لطه حسين. ولا أذكر أن كتابا أعطاني الحلم في بلوغ الأمل أن أصبح كاتبا قدر ما أمدني هذا الكتاب. كما أنني لم أعرف معنى الدأب، والانتصار على العجز، والتشبث بالقوة الداخلية، المعجزة، مثلما عرفت من"الأيام"، ولم أدرك معنى قوة العقل في مواجهة الجهل والخرافة وضيق الأفق، إلا بعد قراءته. ولم تمتعني إعادة قراءة عمل، بالكامل، مرة، ومرات باستثناء هذا الكتاب.
المدهش أن "أيام" طه حسين، الاستثنائية، كان السبيل إليها كتاب الوزارة المقرر على التعليم الثانوي آنذاك. لاحقا اقتنيت نسخة دار المعارف الشهيرة، ومعها أغلب ما كتبه ذلك المعلم القدير، لكني سأظل ممتنا بمعرفتي بعبقرية الرجل لوزارة التعليم. أما اليوم فلا أشعر إلا بالغبن، وبألم حارق في موضع الروح كما أتصوره، إذ قرأت خبر منع "الأيام" من مناهج القراءة في وزارة التعليم المصرية. وشعرت بأنها محاولة لطمس مرحلة من أكثر مراحل حياتي انتشاء بالمعرفة، ومحو جزء أساسيا من ذاكرة الثقافة المصرية، وإغفال القوة الباطنية العميقة للبصيرة لصالح عمى البصر والعقل معا.
هل يمكن أن يؤدي طمس الأيام إلى إخفاء النقد الذي وجهه كاتبها لمؤسسات التعليم المتحذلقة التي اعتمدت التلقين أساسا لنظامها التعليمي على حساب سبل التعليم الحر المتفتح؟ وهل يمكن أن يؤدي منع الكتاب إلى تغييب أحد أهم الأصوات العربية استنارة في مسيرة الثقافة العربية المعاصرة؟ وهل يمكن أن يذكر التاريخ اسم صاحب القرار(قرار المنع) ويفتح له أبواب التألق كما فعل لكاتب الأيام؟ أم أن مثله، شأن كل حارقي الكتب، مصيرهم، ليس إلا في هاوية جب النفي، مصيرا عادلا من أصل ما انتواه بنفي المعرفة ووأدها؟
ما يدهشني أنني إذ أدين لهذا الكتاب وكاتبه بما أدين، لا أستطيع أن أغفل أن قراءتي الأولى له مر عليها الآن ما يربو على ربع قرن، واليوم، في ذروة الاحتفاء بوسائل الاتصال الحديثة وشبكة الانترنت التي لا يفوتها شاردة ولا واردة يأتي من يمنع علامة من علامات الثقافة والإبداع المصري الحديث عن جيل يعرف بأنه جيل الألفية الجديدة الذي نتوقع منه كل ما لم نستطع وسابقينا أن نحققه.
لكني، ومع ذلك، وكلما سمعت خبر منع أو مصادرة، لا أتحسس سلاحي، وإنما أبتسم، شفقة، وربما أضحك بهيستيريا، إذ أن المانعين، والمصادرين يبدون مثل كائنات لا تعرف كيف تمتنع عن إعادة ارتكاب أخطائها، وتكرارها، لأن التاريخ لم يتحيز أبدا لهم ولأمثالهم، فهؤلاء مكانهم ليس إلا في قرار الظلمة المكين، ولا يبقى سوى نور المعرفة. أبتسم، وأنا أصغي من بعيد لضحكة العميد، مجلجلة، تشاركني الرثاء:رثاء"هذه" الأيام، التي ننتظر،أو لعلني وحدي الذي أنتظر، أن تستعيد مجد "تلك" الأيام!
إبراهيم فرغلي

الإنترنت .. فضاء ضد الرقابة



الإنترنت..فضاء ضد الرقابة

عندما نتأمل فكرة الرقابة بنظرة موضوعية محايدة سنجدها، على ما فيها من سلطوية، تدعو للشفقة، وللرثاء، أكثر من التعاطف. فالممنوع يمنع بواسطة قوة بشرية أخرى، ليس لها أي قداسة، لكنها تستعير القداسة من قوى أخرى، ليس من المفترض أنها تمتلكها من الأساس. ومن وجهة نظر البعض قد يكون الممنوع متعارضا مع قناعات الأغلبية، أو مغلوطا، أو مستهينا بيقينياتهم، لكن الحقيقة أنه من حق هذه الأغلبية أن تعرف، وتقررأن تعارض ما يختلف مع يقينها بنفسها، لأن هذا هو أحد الركائز التي تأسس عليها جوهر المعرفة الحرة، وجوهر الدين أيضا.
ومن المفارقات الجديرة بالانتباه، أنه في حين أن كتابا مثل "آيات شيطانية" قد تم منعه لأسباب دينية، ولسنوات طويلة ظلت كتابات الكاتب الأمريكي هنري ميللر، ممنوعة في الولايات المتحدة حتى الستينات بدعوى الإباحية، فإن القرآن الكريم نفسه، والكتاب المقدس اعتبرا ممنوعين في الإتحاد السوفييتي خلال فترة المد الشيوعي، كما تمنع كتب الشيعة في الدول اللإسلامية السنية والعكس.وهو ما يعطي فكرة عن مدى نسبية فكرة المنع وتناقضاتها وفقا لمعتقدات كل مجتمع

.
المجتمعات المتقدمة اكتشفت أن العقل البشري لا يجب أن يستخف به أحد، وأن التفكير والنقاش هو الوسيلة الوحيدة لمواجهة أية أفكار أو معتقدات خاطئة، وأصبحت شبكة الإنترنت نموذجا حيا وواقعيا على هذه الفرضية، نموذجا عنوانه هو" ضد الرقابة" أو ضد المنع، فالفضاء في هذه الشبكة، رغم بعض محاولات المنع والتقييد، يظل فضاء متخما بكل المعارف، وبينها ما اعتبر ممنوعا في هذه الثقافة أو تلك، بلا رقيب، أو سلطة للمنع. فضاء يقدم فيضا من المعلومة والرأي والنصوص والتقارير والنصوص المقدسة والأخبار الدعائية واليوميات والخواطر والصور الفنية والجنسية الإباحية على السواء. يختار منها المتلقي ما يشاء ويرفض ما يشاء.
ولعل هذا ما يمكن ملاحظته في مجتمع المدونات، والعربية منها على نحو خاص. فبينما يختار بعض المدونين موضوعات إشكالية مثل المثلية الجنسية، أو تحرر المرأة، أو غيرها من الموضوعات الشائكة، فتثور عاصفة من التعليقات المعترضة، والمؤيدة، يملك كل منهم حججه، وأسبابه، وتبريراته، وفقا لثقافته والتربية الذهنية التي تربى عليها، والتي تتضح مدى سموها من مستوى الحوار وامتلاك الحجة، أو مدى تدنيها إذا لم يكن المحاور يمتلك سوى السباب والتهديد بسلطة دينية وبعقاب سماوي لم يمنحه إياه أحد.
على شبكة الإنترنت تنتشر العديد من المواقع الإلكترونية التي تهتم ببث كل ما له علاقة بالنصوص والأفكار الممنوعة، سواء كانت كتبا إبداعية، أو أفكارا أخلاقية، أو شعوذات، وتعاليم روحية، وغيرها. وتتراوح اهتمامات هذه المواقع بين نشر التقارير المهتمة بوقائع المصادرة وظروفها التاريخية، وظروف تأليف تلك النصوص، وصولا لظروف إتاحة هذه النصوص ونشرها. وهناك مواقع مختصة بنشر النصوص الممنوعة فقط، أو ترجمتها للغات أخرى.
على سبيل المثال فإن موقع الكتب الإلكترونية onlinebooks.com ، يضم عددا من التقارير المهمة عن تاريخ الكتب الممنوعة، خاصة في أوروبا والولايات المتحدة، ويضم قائمة مطولة عن الكتب التي صودرت أو تعرضت للمنع، لسبب أو لآخر، سواء لجمهور القراء العام، او لطلبة المدارس، ومن هذه الكتب، على سبيل المثال لا الحصر: الاعترافات لجان جاك روسو، عوليس للكاتب الإيرلندي جيمس جويس، عشيق الليدي تشاترلي لد.ه. لورانس، الدولة والثورة للينين، وحتى بعض أعمال شكسبير التي كانت قد منعت في بعض المدارس الأمريكية في القرن قبل الماضي مثل هاملت وماكبث والملك لير، وكتاب "أصل الأنواع" لداروين، وغيرها وغيرها.
ويقدم الموقع وصلات تتيح قراءة النسخة الإلكترونية من هذه النصوص، أو على الأقل بعض فصولها، كما يقدم عددا من المواقع التي تهتم بالكتب الممنوعة في عدد من الثقافات المختلفة.
من المواقع المهتمة بالموضوع أيضا الموسوعة الإلكترونية "ويكيبديا" التي يوجد تحت تصنيف كتب ممنوعة تعريفا دقيقا بفكرة المصادرة، ملحق به إشارات لعدد من المصادرات، وبينها قائمة الكتب الممنوعة التي أقرتها الكنيسة الأرثوذكسية منذ العصور الوسطى وحتى منتصف القرن الماضي. كمت يضم التقرير جدولا تفصيليا يضم أسماء الكتب التي تعرضت للمصادرة في الولايات المتحدة، وغيرها من دول العالم، وأسماء المؤلفين، وأسباب المنع، ومنها مثلا كتاب"أمريكا" لجون ستيوارت، عصر العقل لتوماس باين، الهروب من قلب الهجوم، لإريك ماريا ريمارك والذي منع من قبل السلطة النازية لأنه كان يعارض الحرب، اللوتس الزرقاء لهورجيه ومنع في الصين، ألف ليلة وليلة، الذي منع في أغلب الدول الإسلامية، الصياد في حقل الشوفان لسلينجر، البيان الشيوعي لكارل ماركس وفريدريك أنجلز، لمن تقرع الأجراس من تأليف هيمجواي، ومنع في أسبانيا إبان حكم الديكتاتور فرانكو، وغيرها وغيرها وصولا لأحدث ما تم منعه مثل "شفرة دافنشي" لدان براون. بالإضافة إلى مئات المواقع المهتمة بالموضوع، والتي توضح أن فكرة المنع والرقابة والمصادرة هي فكرة ضد واقع ومنطق حرية تدفق المعلومات والأفكار الذي تتيحه الشبكة، وضد منطق التطور الذي يعلي من حقوق حرية المعرفة خاصة في عصر يعرف بأنه عصر ثورة التقنيات الحديثة والاتصالات.