Saturday, July 7, 2007

وسائط مصـــورة







فضاءات

وسائط الصورة

بين ما يبثه الموقع الإلكتروني لمعرض فرانكفورت للكتاب زاوية القصة المصورة الساخرة في ثلاثة كادرات، وكلها تقدم أفكارا تتعلق بالكتاب، وتسخر من عدم الإقبال على القراءة. ولو أنني دخلت هذا الموقع بالصدفة لظننته موقعا يخص جهة تابعة للثقافة العربية، فلا أعرف ثقافة أقل إقبالا على القراءة بالشكل الذي تشير له هذه الرسوم خفيفة الظل سوى الثقافة العربية، والإحصاءات والمؤشرات متاحة لمن يشاء.
من بين مجموعة الرسوم توجد واحدة يقف فيها الأب وهو يمسك بكتاب في إحدى يديه بينما الإبن يجلس أمام الكومبيوتر وهو مستغرق تماما. في الكادر الثاني يلتفت الابن للأب ويسأله عما يمسكه في يده، فيخبره والده بأن اسم هذا الشيء هو "كتاب"، وبينما يعود الصبي ليواصل ما كان يشغله سأل والده باستخفاف: وكم تصل سعته بالكيلو بايت؟
هذه صورة غربية أكثر من كونها عربية، ومع ذلك، فهي أقرب ما تكون إلى صورة عالمية يتوقع أن تقترب من الواقع بعد عشرين أو ثلاثين عاما، أو أكثر، أو أقل.
لكن إذا كان هذا ما يخشاه الغرب، رغم الارتباط الوثيق بالكتاب ممثلا في السلوكيات، ومبيعات الكتب بملايين النسخ، فما بالك بموقفنا نحن، إذا التفت الجيل الجديد للكمبيوتر دون أن يمر على مرحلة الكتاب. أي دون أن تنشأ العلاقة الطبيعية بين هذا الجيل والكتاب، وهي من الأصل علاقة تعاني عورا واختلالا لا نظير له.
لكني انتبهت أن القائمين على الكتاب في الغرب توسلوا القصص المصورة للفت الانتباه لظاهرة الإقبال على الحواسب الآلية مقابل الكتاب، وأظنها فكرة تناسبنا أكثر.
فالمجتمعات العربية بذهنيتها الاستهلاكية تلفتها الصورة أكثر من اللغة المكتوبة، مع الأسف، وتقبل على البسيط الخفيف أكثر بكثير من إقبالها على كل ما قد يتسم بالجدية واعتباره معقدا، ولهذا تصلح القصص المصورة أن تكون وسيطا جذابا يكون بمثابة الطُعم الذي يمكن أن يستدرج شباب وشابات لم يعتادوا القراءة إلى هذا المجال، كخطوة أولى.
ودليلي على ذلك أحد المدونين العرب نشر في مدونتهعدة لقطات فيديومصورة لهيفاء وهبي خلال حادث التصادم الذي وقع لها مؤخرا، والنتيجة أن معدل زيارة القراء للموقع ارتفعت من 50 زائر يوميا، إلى 1500 زائرا! وهو ما جعله يشكر هيفاء وهبي بشدة، وهذا ألهمني أن فكرة القصص المصورة لو بدأت بقصة عن هيفاء وهبي مدحا أو نقدا لدخلت في منافسة شرسة مع كتب الموضة الأكثر مبيعا، ولا أظن أن في ذلك ما يعيب طالما النتيجة النهائية في صالح القراءة والكتاب!

1 comment:

islam yusuf said...

احنا فى عصر الاستهلاك يا استاذ ابراهيم و
الكتب فى عصرنا ما عادش لها موضع
فى عصر التيك واى
و الهامبورجر و البساطة
و الموضة
لكن الكتب؟
تؤتؤتؤتؤ
دى فلسفة فارغة و موضه قديمة

أنا عجبتنى روايتك الأكتر من رائعة ابتسامات القديسين
أول زيارة وأرجو انك تشرفنى