Sunday, August 19, 2007

أن تكـــون مستقبليا


أن تكون مستقبليا

أتابع، بشغف بالغ، وكلما أتيحت لي فرصة، العلم الجديد المعروف باسم "علم المستقبل" الذي يقوم على بحوث تتعلق بكل ما له علاقة بالمستقبل، عبر العلوم والمتوقع من تطورها. وفي الفلك والطب وحتى صناعة السيارات، وبالأساس علم الساعة : تقنيات الاتصالات الحديثة.
تبهرني فكرة انشغال عالم مختص بالمستقبل، بينما تلح علي لوهلة ومضات لملامح فقهاء الظلام، والمتشددين من محبي العودة، فقط، للماضي، آملين في عودة الحضارة كلها للخلف تلبية لتلك الرغبة المدهشة في التقهقر، والهدم، وتدمير المعرفة ومنجزات العلم الحديث، وحرية الفكر والتفكير، رافعين شعارات دينية، وأصولية لا أساس لها .
آخر ما قرأته في هذا الصدد هو حوار مع أول سيدة من عالمات علوم المستقبل ترشح لجائزة دولية في المجال وتدعى "ليزلي جافين"، وهي تطوع علوم المستقبل لبحث مستقبل الاستثمار بشكل عام، كما أنها شاركت في مشروع لبحث مستقبل تفاعل الدراما مع البعد الافتراضي، وهو ما جعلها تتوقع آنذاك فكرة تحقق برامج الأخ الكبير، وما يشبهها من برامج. من بين دراساتها هي والمختصين في علوم المستقبل أيضا فكرة التعاملات البنكية على الإنترنت، والتي تقول أنها أدت إلى تغيير مفاهيم أساسية أثرت في وسائل الاستثمار بشكل عام، بل وحتى في مفاهيم العمارة الخارجية والداخلية للبنوك.
ففي السابق كان بناء البنك يجب أن يوحي للعميل أنه ضئيل تماما داخل المبنى وأن مدير البنك هو صاحب السطوة، الآن مع الوسائل البنكية الإلكترونية التي تسمح للعميل إجراء كل معاملاته على الإنترنت، تغيرت هذه المفاهيم.
تتوقع "ليزلي جافين" انتشار مثل هذه الوسائل أكثر في المستقبل لتؤدي نفس الخدمات، لكنها تتوقع في نفس الوقت تطور تقنيات التعامل الإلكتروني ووسائطه بحيث لا تعود مقصورة على أجهزة الحاسب الآلي فقط، وإنما تمتد لوسائط أخرى من بينها، حتى، شاشة التليفزيون.
ومن بين ما يتوقعه علماء المستقبل قدرة الحواسب الآلية على إجراء معاملات ذات طابع ذهني محض مثل تحليل البيانات بحلول عام 2015، وهو ما يجعل العلماء يتوقعون دخول السيدات هذا المجال بشكل مكثف خلال السنوات المقبلة، لأن هذا المجال، لا يحتاج لعضلات كما كان شأن الميكنة في السابق وإنما يحتاج للعمل بعاطفية لنقل الجانب العاطفي للحاسبات.
بتأمل الإنجازات التقنية والتكنولوجية الحديثة التي نستوردها يوميا، أو نسمع عنها أحيانا أدرك أنه لا يمكن أن نتجاوز الأثقال التي تشدنا شدا للخلف وللماضي السحيق دون أن تنشأ لدينا كوادر متخصصة، فقط، في التطلع للمستقبل.
إبراهيم فرغلي

3 comments:

مصطفى محمد said...

معرفة المستقبل هي معرفة الماضي

saadebaid said...

علم المستقبل هل هو مبني علي توقعات للنتائج للعلم الحالي هل يحتوي علي قدر من التنجيم ام قدر من الاستنتاجات

ibrahim said...

الصديق مصطفى
صحيح أن معرفة المستقبل هي معرفة الماضي ولكن هل نحن نعرف ماضينا حقا؟ هل ماضينا هو الذي يتوقف عند الجزيرة العربية منذ 1400 سنة فقط أم أن ماضينا هو أكثر من 5000 سنة من التقاليد الاجتماعية والعلمية والمعمارية والفنية والأدبية.زهل نعرف شيئا عن الأدب المصري القديم؟ هل نعرف النصوص العبقرية في الفنون والأدب والعلوم والتحنيط التي تركها لنا أجدادنا
هذا هو الماضي الذي يمكن أن نصل به إلى المستقبل

الصديق سعد
علم المستقبل يعتمد في جانب كبير منه على التوقع المبني على الدراسات الآنية، بمعنى أن إمكانية الحياة على المريخ مثلا تنتمي لعلوم المستقبل وتقوم على أساس دراسة المريخ الآن ومحاولة توقع ماضيه وتخيل ماضي الأرض عندما كانت الظروف متشابهة وبناء عليه يتم التنبؤ بمدى الوصول للفضاء
علم المستقبل أيضا يدرس أن السيدات لا يجدن ركن السيارات فيخطط لتصميم سيارة مركزها السفلي المتحرك ثابت أما الصالون فمتحرك بزاوية 360 جرجة تتيح لمن لا يجيد الركن أن يركن السيارة للأمام.
علم المستقبل أيض تخيل برامج إلكترونية مثل الحياة الثانية ومنها يدرس إمكانيات فنون جديدة تمزج الألعاب الإلكترونية بالدراما المرئية وهكذا..بناء على الواقع وتخيل لمستقبل يمكن تحقيقه